مولي في بالخرطوم.. فشل اقناع (المعارضة) بالدخول في الحوار
الخرطوم: مريم أبشر. 9 يونيو 2022م
انطلقت صباح أمس الأربعاء، بفندق “السلام روتانا” بالخرطوم جولة المباحثات التي ترعاها الآلية الثلاثية بموجب المبادرة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لجمع أطراف الأزمة السودانية وإنقاذ ما تبقى من الفترة الانتقالية بعد أن أعادت الإجراءات التي اتخذها رئيس المجلس العسكري قطار الثورة للخلف وأعادت البلاد لما يشبه العزلة الدولية في أعقاب تجميد معظم أنشطة الدعم التنموي الذي اعتمدته مؤسسات التمويل، فضلاً عن تجميد الاتحاد الأفريقي لعضوية السودان، حيث انعقدت جولة المباحثات الآلية في ظل غياب قوى الثورة الحيِّة المؤثرة في أحداث سبتمبر والشريك الأصيل في التغيير الذي تم عقب الإطاحة بنظام الرئيس المعزول البشير.
رفض مشدَّد
وفشلت أطراف دولية وإقليمية وشركاء أصدقاء للسودان كل محاولاتهم في إثناء قوى الحرية والتغيير بالعدول عن مواقفها بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي دعمت وساندت ثورة ديسمبر المجيدة، وأسهمت عبر رفعها لاسم السودان من قائمة الدول الرعية للإرهاب ورفع الحصار الاقتصادي في إدماج السودان بعد ثلاثة عقود من العزلة في المنظومة الدولية. قبيل انطلاقة الجولة سعت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي مولي في، التي وصلت الخرطوم قبل يومين للالتقاء بكل أطراف الأزمة السودانية لحثهم على الانخراط في جولة التفاوض، غير أن قوى الحرية والتغيير الجناح الرافض لأيِّ تفاوض مع العسكر تمسَّك بذات مواقفها الرافضة الجلوس في أيِّ طاولة يكون طرفها العسكر والقوى السياسية التي شاركت الإنقاذ.
تبرير مسبق
رفض قوى الحرية والتغيير الدخول في مباحثات الآلية الثلاثية على حسب تصريحاتهم لقناعتهم أن نتائجها معروفة ومتوقعة وهي البقاء على المكوِّن العسكري شريكاً في حكم ما تبقى من الفترة الانتقالية مرة أخرى، وكأن ما حدث لا تأثير له، ويضيف الدكتور والقيادي في الحرية و التغيير صلاح الدومة: إن العسكر يجب أن يسلِّموا السلطة للمدنيين والرجوع للوثيقة الدستورية، وعزا مشاركة الولايات المتحدة في جولة الحوار عبر مساعدة وزير الخارجية مولي في، إلى أن واشنطن تبحث عن مصالحها في السودان وخوفاً من ترك المجال لقوى أخرى تبحث عن موطئ قدم في السودان وقطع الطريق أمام التمدُّد الروسي وشركة “فانغر” الروسية في السودان والمنطقة الأفريقية. وتوقع أن تكون النتيجة النهائية لحوار الآلية أسوأ من نتائج الحوار السابق لجهة أنه سيمنح الشق العسكري مزيداً من الاستقواء و التمدُّد وهو الآن في أضعف حالاته كما يقول. وقلَّل الدومة من أهمية الاعتماد على الخارج، وقال: إن الثورة الفرنسية استمرت لعشر سنوات، لكنها في النهاية انتصرت، لافتاً إلى أن ثورة السودان تمر بذات المنعطف، لكنها في الآخر ستنتصر حتى وأن استمرت لعشر سنوات، وزاد: هذا مهم في عمر الشعوب من أجل التحرُّر والحكم المدني .
تنازلنا ولكن!
قوى الحرية والتغيير قدَّمت تنازلات كبيرة من أجل إنقاذ الثورة، فبعد تمسُّكها باللاءات الثلاث، تقدَّمت خطوات وطوَّرت في مواقفها التفاوضية، ولكن ظلت السلطة تمارس في ذات النهج، هذا ماقاله الأستاذ آدم جرجير المحامي، والقيادي بحزب الأمة، وأضاف قائلاً: إن رفع حالة الطوارئ رفع صوري، فضلاً عن أن إطلاق سراح المعتقلين لم يتم بالصورة المطلوبة، فما زالت أعداد كبيرة داخل المعتقلات، كما أن استخدام العنف والتنكيل والقتل يمارس ضد الشباب السلمي الأعزل .
تحذير أمريكي
ولفت جرجير، خلال حديثه لـ(الصيحة) إلى أن أيِّ مشاركة في ظل هكذا أوضاع وبعد التنازلات التي تمت يعد خيانة للثورة. وأشار إلى أن كل القوى الدولية و الإقليمية ظلت حريصة على الالتقاء و التشاور مع قوى الحرية والتغيير، وأيضاً على الالتقاء بحزب الأمة، وأشار لتفهُّم مساعدة وزيرة الخارجية لموقف قوى الحرية والتغيير وموقف حزب الأمة المتسق مع الموقف العام للحرية والتغيير، ووصفت مولي في، بحسب جرجير، المواقف التي أبدتها قوى الحرية والتغيير بالحقيقية و طلبت من القوى الرافضة المشاركة في الحوار ولو بتمثيل ضعيف. وقال جرجير: مولي في نبَّهت في ذات الوقت للأوضاع الصعبة والمعقَّدة التي يعيشها السودان الآن، وحذَّرت -أيضاً- مساعدة وزير الخارجية الأمريكي من الأوضاع الاقتصادية، وقال: أكدت لنا أن الوضع الاقتصادي لن يتحمَّل زمناً طويلاً وسينهار.