المعارضة في الضفة الأخرى.. “الثلاثية” تبدأ حوارها المباشر اليوم
الخرطوم: آثار كامل 8يونيو2022م
أعلنت الآلية الثلاثية عن انطلاقة الحوار المباشر بين الأطراف السودانية وتطلق عليهم أصحاب المصلحة، اليوم الأربعاء، للتوصل إلى توافق لترتيب دولاب الحكم بالبلاد، بما يلبي رغبة الشعب السوداني نحو التحوُّل الديموقراطي المدني وبناء السودان الجديد، قوى الحرية والتغيير التي تمثل طرفاً ساسياً أساسياً قرَّرت عدم المشاركة لجهة مشاركة حلفاء للنظام المباد، فقد أبلغت مصادر موقع “سودان تربيون” بقرار الحرية والتغيير بعدم المشاركة في أول اجتماع تنظمه الآلية الثلاثية في سياق الحوار المباشر، بسبب مشاركة قوى كانت متحالفة مع النظام السابق وتدعم -حالياً- المكوِّن العسكري، وأفاد المصدر، أن “الآلية الثلاثية قدَّمت دعوات لكل الأطراف للاجتماع اليوم بمن فيهم المكوِّن العسكري وعدد من القوى السياسية الداعمة له”، مؤكداً أن “قوى الحرية والتغيير قرَّرت بالإجماع عدم المشاركة في هذا الاجتماع الذي تنظمه الآلية الثلاثية، لأن الأطراف الحقيقية للأزمة هم مؤيدي ومناهضي الانقلاب ولا أحد غير ذلك.
اختلاف الآراء
أنقسم رأي المراقبين إلى فريقين حيث يرى الفريق الأول بأن الخطوة التي اتخذتها الحرية والتغيير من شأنها تقريب الشقة بينها والقوى الثورية التي ترفض بشكل قاطع الجلوس مع العسكريين فيما يتماشى الأمر مع موقفها والتمسُّك باللاءات الثلاث وبدون مشاركتها لن يكون للمشاورات المباشرة جدوى في حل الأزمة. وبنظر مراقبين يشكِّل رفض الحرية والتغيير أول عقبة للآلية ولمساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الأفريقية التي وصلت الخرطوم من أجل دعم وإنجاح العملية وضمان مشاركة جميع الأطراف في العملية السياسية، فيما يرى الفريق الثاني بأن انطلاق الحوار المباشر اليوم يحرِّك الجمود الذي يسود الساحة السياسية رغم اعتذار ورفض وتعنت البعض، إلا أن انطلاقة خطوة مهمة لتفكيك الحالة الجامدة وهو بمثابة فرصة في الوقت بدل الضائع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
تشخيص الحالة
قال عضو المجلس المركزي بقوى الحرية والتغيير ومقرِّر اللجنة القانونية السابق عبدالمطلب عطية: إن قرار رفض قوى الحرية والتغيير عن حضور الاجتماع الفني اليوم الخاص بوضع الترتيبات والآليات بشأن الحوار المباشر مسبب ومشروط لعدم تنفيذ الشروط المطروحة، ونوَّه إلى أن العملية السياسية ليس بها تقدُّم، وأشار عطية لـ(الصيحة) أن الآلية الثلاثية لم تتوسَّع في دائرة الحوار ولم تشخَّص الحالة وهذا إشكال كبير جداً، ونوَّه إلى أن الأزمة السياسية قائمة من قبل (25) أكتوبر، وأطرافها شركاء الحكم الانتقالي، فلابد من تشريح العملية ومعالجة الأزمة على مستوى الشركاء، وأضاف بأن شروط الحرية والتغيير هي شروط جزء من الحوار وآلياته، مضيفاً أن التحلُّل من الشراكة السياسية ليس مبرراً لاستعادة الوضع الدستوري الحاكم للفترة الانتقالية، مشيراً إلى أان الحوار المباشر لن يوصل لنتيجة إلا بعودة أطراف للحوار، وأشار إلى أن الحل يمكن في أن الأطراف الفاعلين في الأزمة والاتفاق على حوار عقلاني مباشر وتشريح علاقة المكوِّن العسكري بالعملية السياسية، لأنه أصبح جزءاً من الأزمة وتقنين وضعه بتصوُّر واضح ووضع شكل التحوُّل المدني، منبِّهاً إلى أن البلاد في مرحلة لا تتحمَّل الصراعات على المكوِّن المدني والمؤمنين بالتحوُّل الديموقراطي العمل بشراكة موحَّدة ورؤية واضحة فعند اتفاق شركاء التغيير يسهل التفاوض.
نقاط الحوار بعين فاصحة
من جهته قال أستاذ العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية الهادي عبد الله (للصيحة): إن بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) لازالت تسعى عبر المشاورات والتحاور للوصول إلى حل بشأن الأزمة وسط الأجواء المعقَّدة، ونوَّه إلى أن تكون هناك نقاط مطروحة تعتبر أرضية أساسية للتفاوض، ولفت عبدالله إلى أنه على جميع الأطراف استصحاب هذه النقاط بعين فاصحة وأخذها بمحمل الجد ومراعاة مصلحة الوطن للخروج من النفق المظلم وعدم الانزلاق نحو المجهول، منوِّهاً إلى أن أي حوار أو نقاش أو مبادرة لابد أن تطرح لها بيئة محدَّدة للتوصل إلى ماستنتجه، ونحن الأن أمام طرح لعملية حوار بنقاط ذات أرضية خصبة وشاملة، وأضاف: إن الرفض لن يوصل إلى نتيجة، بل يزيد من انسداد الأفق .
الشفافية مطلوبة
وفي رأي المحلَّل السياسي أحمد الجيلي، فإن القضايا السياسية تحل بالحوار وليس الانزواء في رأي مخالف، ونوَّه في حديثه لـ(الصيحة) إلى أن (يونيتامس) تسعى إلى خلق جو حوار الذي ينظر إليه البعض بأنه تدخُّل، ولكن عند قراءة الوضع من قريب نجد الوضع السياسي يحتاج لتشريح بجانب خلق جو لتوفير ودعم وتطوير عملية الانتقال الديموقراطي والذي يتحقق من خلال جلوس الأطراف في مائدة حوار، فلابد من الالتفاف حول رأي موحَّد وبحث الخلافات بشفافية خصوصاً أن الخلافات القائمة تتمحور حول مسائل تصب في مصلحة الإصلاح الداخلي والأن المشاكل والخلافات السياسية الطافية على السطح أصبح تأثيرها على الجميع.