مقترح حل الحكومة قبل الحوار.. إنهاء للأزمة أم تعقيد للمشهد؟
الخرطوم: نجدة بشارة 8 يونيو2022م
كشف دكتور محمد زكريا فرج الله، مقرِّر الجبهة الثورية لـ(الصيحة) عن طلب للآلية الثلاثية لاجتماع بقادة الجبهة الثورية مساء أمس الثلاثاء، وتحفَّظ عن الحديث بشأن أجندة الاجتماع لحين الفراغ من لقاء الآلية، بينما رفض الحديث عن تبنيهم لمقترح جديدة يقضي بحل الحكومة الحالية وتشكيل حكومة تصريف أعمال، باستثناء المبادرة المقدَّمة في السابق، لكن في ذات السياق كانت مصادر قد كشفت عن أن الجبهة الثورية تنوي تقديم اقتراح إلى مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقي مولي في، بإنهاء الحالة الراهنة وحل مؤسسات الحكومة الحالية وتكليف حكومة تصريف أعمال لتهيئة المناخ قبل إجراء الحوار المباشر الذي سيبدأ أواخر هذا الأسبوع.
هل الحل في حل الحكومة؟
أكد المصدر أن اجتماع عقده المجلس الرئاسي للجبهة الثورية، ناقش مقترحات ينوي تقديمها إلى المسؤولة الأمريكية ورئيس بعثة الأمم المتحدة في الخرطوم فولكر بيرتس، وقال عضو المجلس الرئاسي سيف عيسى، وفقاً لـ “سودان تربيون”: إن “المقترحات تشمل حل الحكومة وتشكيل حكومة تصريف أعمال وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية في عملية الحوار المباشر، عدا المؤتمر الوطني ــ المحلول” وأشار إلى أن المقترحات تتضمَّن كذلك انخراط الأطراف في الحوار المباشر دون شروط، بغرض التوصل إلى توافق بين الجميع وتسليم السلطة إلى المدنيين، علاوة على إشراف المسؤولة الأمريكية مع الآلية الثلاثية على العملية السياسية، وفي الأثناء يتساءل متابعون على منصات التواصل الاجتماعي، ما إذا كان مقترح الثورية سيمهِّد الطريق لحل للأزمة السياسية، أم سيؤدي إلى تعقيد المشهد أكثر؟ لاسيما وأن الجبهة الثورية سبق وقدَّمت مبادرة سابقة للحل، وهل يعتبر مقترح الثورية حل الحكومة انقلاب جديد.
لايقدِّم ولا يؤخِّر
المحلِّل السياسي الطريقي كرمنو، حذَّر في حديثه لـ(الصيحة)، من تكرار تجربة حل الحكومة الحالية، واعتبر المقترح غير موفق ولن يقدِّم جديداً للأزمة أو يؤخر، وزاد: إن الأزمة السياسية مازالت تستفحل كل يوم جديد، وبالتالي فإن حل الحكومة في ظل غياب سلطة حاكمة سوف يؤدي إلى مزيد من التفلتات، وضرب مثلاً بأن ماحدث في طهران بعد الخميني سنة 1959م، سيكون “جنة عدن”، مقارنة بالمتوقع حدوثه في السودان حال حلت الحكومة للمرة الثانية، وأضاف بأن السيناريوهات المتوقعة الانفلات الأمني الكبير، والفوضى .
أكثر عقلانية
وعلَّق المحلِّل السياسي د. عبد الرحمن أبو خريس، لـ(الصيحة) بحديثه أن الحراك السياسي الآن يذهب تجاه الشراكة مجدَّداً مع المكوِّن العسكري، وأردف: بالتالي فإن أي مبادرة تقصي المكوِّن العسكري تكون بعيدة عن اتجاه الحل، بل بعيدة عن أرض الواقع نسبةً إلى أن العسكر شركاء في الفترة الانتقالية التي تتسم بالواقعية، ويرى أن مقترح الجبهة الثورية أقرب إلى الواقعية ويبدو أكثر عقلانية، ويرى أن الأحزاب السياسية أثارت الجدل في مبادرة الثورية نسبةً لأنها تدرك أنها الأقرب إلى الحل، بينما تبتعد عن الشارع الذي يظهر التعنت، وزاد: لأن الجبهة الثورية تضم كيانات عسكرية ولها قواعد، وما يميِّزها أن لها قواعد شعبية كبيرة، وأردف: بالتالي فإن هذا واقع اجتماعي والجيش جزء أصيل وأساسي في التغيير السياسي، ولا يمكن إقصاؤه في الفترة الانتقالية، وسوف يذهب إلى ثكناته بعد الانتخابات.
انتقادات
وكان القيادي بقوى الحرية والتغيير الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي عادل خلف الله، قد انتقد سابقاً لـ(الصيحة) المبادرة التي طرحتها الجبهة الثورية لحل الأزمة الحالية بالبلاد.
وقال خلف الله لـ(الصيحة): إنّ أي مبادرة في إطار السلطة الحالية أو عبر استيعاب قوى جديدة في إطارها الحالي لن تُقدِّم حلاً للأزمة التي أوجدتها قرارات قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في 25 أكتوبر. وأضاف: “كما لن تُقدِّم حلاً لاستفحال الأزمة بعد الخامس والعشرين”، وزاد: “الحل في احترام إرادة الشعب المُطلقة ورفضه لإدارة البلاد عبر المؤسسة العسكرية أو بواسطة بعض القيادات من العسكريين”، وتابع: “على أن تحصر أدوار القوات المُسلّحة في الحفظ والحماية والإطار الدستوري”.