8يونيو 2022م
قلنا في مقالنا خطاب الوداع لأوباما (1)، إنّ أوباما الرئيس الأمريكي، الذي هو من أصول أفريقية، والذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي، والذي عاش دورتين في البيت الأبيض وخلفه الرئيس الجمهوري ترمب. جاء في خطابه هذا ما نصه:
(سمحنا لحلفائنا الشيعة باستباحة سوريا وإغراقها بالدم، فلا مصلحة لنا من انتصار ثورة تهدد الشعب اليهودي وتعزز نفوذ الإسلام المتشدد، وفي الختام قررنا إنهاء الخلاف مع إيران بعد أن اكتشفنا أنّها ليست مسلمة كما يُشاع، وأن التعاون معها هدفه كبح الإسلام السني الأكثر أهمية من الخلاف حول برنامجها النووي، وبالفعل نحينا الخلافات، وركّزنا على المشتركات، واتفقنا على وضع الشعوب العربية تحت التحكم، وكان لا بد أن تصطدم ادارتي وهي تسعى الى رسم مشرق جديد بالحليف السعودي القديم، ولقد قدرنا ان الوقت قد حان لكشف النسخة الوهابية من الإسلام والمسؤولة عن التطرف من شبه الجزيرة العربية الى جنوب شرق آسيا، في الحقيقة ليست الوهابية وحدها هي المشكلة، لقد تناولت مراراً خطورة العنف الذي تمارسه جماعات شرق أوسطية، وحاولت فصل ذلك عن جوهر الإسلام، ولكن الحقيقة هي أن الإسلام ذاته هو المشكلة وأي قرار من ذلك الحديث عن إساءة فهمه، ولن يقودنا الى شيء، ان على المسلمين أنفسهم أن يعيدوا النظر في نصوص دينهم ويجنحوا الى مصالحتها مع الحداثة كما فعلت المسيحية قبل قرون، والى ان ينفذ المسلمون هذه المراجعة فعليهم التأقلم مع الديكتاتوريات التي تحكمهم، إذ هي أفضل خيار للحد من خطرهم الكوني. اعزائي الأمريكيين، سأخرج من المكتب البيضاوي، وقد وضعت امريكا على مفترق طرق آخر ولكنه مفترق للأمان والسلام. بارككم الرب بارك الرب أمريكا).
هذا هو خطاب أوباما، وهذه امريكا التي يعتبرها بعض العرب صديقهم وحليفهم، وحقيقة هي عدوهم وتعمل للقضاء على العروبة والدين وتضعف العرب والمسلمين لتقوي اسرائيل، ولذلك استراتيجياً أمريكا تعمل للسيطرة على العالم العربي واستغلال موارده وإمكانياته لصالح امريكا وحليفتها اسرائيل.
وقد ثبت أن المستجير بأمريكا كالمستجير من الرمضاء بالنار، إنها دولة الاستكبار، جعلت من العالم العربي بقرة حلوب، ولكن هذا لن يستمر، لأن العالم بدأ ينتفض ضدها وأول ذلك حرب روسيا وأوكرانيا.