مولي في الخرطوم.. رسم معالم الحوار
الخرطوم: الطيب محمد خير 7 يونيو 2022م
بدأت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية مولي فيي، زيارة للسودان في الفترة من 5 إلى 9 يونيو الجاري، وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان صحفي أن زيارة مولي، تأتي لدعم العملية التي يقودها السودانيون بتسهيل من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد وهي مايعرف اصطلاحاً بالآلية الثلاثية لحل الأزمة السياسية المتصاعدة التي تشهدها البلاد منذ صدور قرارات البرهان بحل الحكومة الانتقالية في أكتوبر 2021، وستلتقي مولي، في خلال الزيارة بمجموعة واسعة من أصحاب المصلحة السودانيين والفاعلين السياسيين لتشجيعهم على اغتنام الفرصة التي تتيحها العملية التي تيسِّرها الآلية الثلاثية لاستعادة الانتقال إلى الديموقراطية والاستقرار الاقتصادي، والمضي قدماً باتجاه السلام. وأكدت الخارجية التزام الولايات المتحدة بدعم التطلعات الديموقراطية للشعب السوداني.
وابتدرت السفارة الأمريكية في الخرطوم اللقاءات بدعوة قدَّمتها لتنسيقيات لجان المقاومة السودانية لاجتماع مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية مولي فيي، أوضحت السفارة في الدعوة إن الاجتماع يتناول طريقة دعم مرحلة الانتقال التي يقودها السودانيون “لحل الأزمة التي حدثت بعد استيلاء العسكر على السلطة في أكتوبر.
وفي ذات السياق أكدت الحكومة البريطانية تأييدها التام للعملية التي تيسِّرها الآلية الثلاثية داعية جميع الأطراف إلى المشاركة بلا شروط في هذه العملية لضمان المستقبل الديموقراطي والسلمي والمزدهر الذي يواصل الشعب السوداني المطالبة به، وطالبت السلطات السودانية باتخاذ مزيد من الخطوات لضمان احترام الحريات المدنية والسياسية، والتوقف عن استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين.
وأعربت الحكومة البريطانية عن أسفها لعدم اتفاق مجلس الأمن على ما أسمته بالقرار الموضوعي الذي قدَّمت مسودته وقالت إنه يتيح تحديث أولويات (يونيتامس) لتجسِّد طلب السودان بالحصول على دعم إضافي في مسائل مثل نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج، والعدالة الانتقالية، وحماية المدنيين ويدعم الجهود الحيوية التي تبذلها بعثة (يونيتامس) فيما يتعلَّق بتيسير عملية تفاوضية بقيادة السودانيين للعودة إلى الانتقال بقيادة المدنيين تجاه تحقيق الديموقراطية.
وكان الخبير الأممي المستقل لحقوق الإنسان في السودان، أداما ديينغ، اختتم زيارة للخرطوم استغرقت أربعة أيام، أجرى خلالها لقاءات منفصلة مع رئيس مجلس السيادة البرهان ونائبه حميدتي وعضو المجلس سلمى عبد الجبار.
اللافت أن هذه الزيارات المتزامنة من قبل الخبير الأممي المستقل لحقوق الإنسان في السودان، أداما ديينغ، ومساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية مولي فيي، جاءت بعد أيام قلائل من إعلان الآلية الثلاثية من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية إيغاد موعد انطلاقة الحوار المباشر بين الأطراف السودانية لحل الأزمة السياسية الذي واضح أنه يجد تأييداً ودعماً دولياً وإقليمياً كبيرين بهدف عودة السودان إلى المسار الديموقراطي رغم العثرات التي تواجه قيامه في موعده بعد غدٍ الأربعاء، بعد إعلان عدد من الأطراف المؤثرة رفضها الدخول في عملية الحوار المباشر على الخطوات التي ابتدرتها الحكومة لتهيئة الأجواء بإلغاء حالة الطوارئ، وإطلاق سراح المعتقلين.
الضغط على الأطراف
وقال المحلِّل السياسي د. خالد التجاني، لـ(الصيحة)، معلقاً على مدى نجاح هذه الزيارات المتزامنة في الضغط على الأطراف السودانية للقبول بالجلوس في طاولة الحوار المباشر، وأضح أن أمريكا والدول الأوربية تريد أن إدارة الفترة الانتقالية في السودان بشراكة مدنية وعسكرية وليس إدارة مدنية، كما يطالب بها الشارع والقوى السياسية بمعزل عن العسكريين، وهذا واضح من وجود خطابين لهما خطاب للشارع يظهر بأنهم ضد قرارات 25 أكتوبر، التي يعتبرها الشارع انقلاباً، وخطاب آخر للعسكريين ومؤيدهم داخل الاجتماعات المغلقة بأنهم يريدون استقرار في السودان وحفاظ على الأمن، لكن تعويلهم على بعثة (يونيتامس) والمبادرة التي أطلقتها لن تجدى نفعاً لأنه ليست هناك إرادة وقبول لها من قبل القوى السياسية، وحتى الجانب العسكري له رفض غير معلن، وبالتالي حتى أن تم توقيع اتفاق فلن يصمد وسيكون مصيره ذات مصير اتفاق حمدوك الأخير الذي وقعه رغم أنه كان مسنوداً من الخارج.
إرادة سودانية
وأضاف د.خالد، بالتالي أي مبادرة أو حل يأتي من الخارج لن يصمد ولابد أن يتم الحل بإرادة سودانية ويكون مسنوداً من الداخل يتوافق عليه الجميع، أما مبادرة وتيسير ثلاثي رباعي لن تجدي، وأرى هذه الزيارات عملية تقاطع أجندة ومصالح فكل طرف يريد يمرِّر أجندته وهذا لن يقدِّم، بل يعطِّل الحل ويعقِّد الوضع أكثر.