الخرطوم: عوضية سليمان 6 يونيو 2022م
خلال الفترة القصيرة الماضية دفعت حكومة دولة الجنوب بأكثر من مبعوث إلى السودان كان آخرهم نائب رئيس الدولة جيمس واني، حيث اجتمع مع القيادات السودانية.
والمتتبع للوضع السياسي في السودان يلحظ بوضوح الزيارات الماكوكية للوسيط الجنوب سوداني توت قلواك، إلى الخرطوم كلما تأزم الموقف السياسي الداخلي.
ولقد أشار محلِّلون بأن تدخُّل دولة الجنوب في الشأن السياسي هو تدخُّل طبيعي كون أن جوبا هي من رعت اتفاق سلام السودان، إضافة إلى أن مصير الدولتين مرتبط مع بعضهما البعض في كثير من الملفات، ولقد استضافت الخرطوم قبل فترة مؤتمر الصلح بين الفرقاء الجنوبيين وبنفس القدر تريد حكومة جوبا أن تقوم بنفس الدور، حيث رعت اتفاق سلام جوبا وتعمل جاهدة بين الفرقاء السياسيين للوصول إلى توافق بينهم.
البحث عن حل القضية
قضية السودان والتي وصلت إلى مرحلة وصفت بالمعقَّدة فتحت الباب على مصراعيه لتدخلات ووساطات أجنبية منها: الوساطة الثلاثية والوساطة الجنوبية التي يقودها توت قلواك، مستشار رئيس دولة جنوب السودان للشؤون الأمنية عبر وفد قضى عدة أيام في سبيل البحث عن حل للأزمة السياسية الراهنة في السودان, باعتبار أن قلواك، من قاد وساطة سلام جوبا التي ترتبط ارتباطاً كلياً بالوضع السياسي المتأزم في السودان.
تطورات الأوضاع
وكان توت توت قلواك، قال في تصريحاته الصحافية: إن الزيارة تهدف للوقوف على تطورات الأوضاع السياسية في السودان وسبل الوصول لاتّفاقٍ يضمن استقرار وأمن السودان، بجانب مناقشة القضايا والملفات الأمنية المشتركة بين الجنوب والسودان، وقال توت لـ(الصيحة): إن القضية واحدة والهم واحد والسودان وجوبا دولة واحدة لهما مصالح مشتركة، لذلك ما يزعج السودان سياسياً سوف تتأثر به دولة الجنوب، لذلك نحن الآن دخلنا في اجتماعات مكثفة مع كل القوى السياسية والأحزاب والإدارة الأهلية للوصول إلى اتفاق وتحديد فترة انتقالية متفق عليها قبل مرحلة الانتخابات، وكشف قلواك عن اجتماع مع قوى سياسية تناول كيفية إدارة ملفات الخلافات التي تعرقل سير عملية التفاوض السوداني، مؤكداً أن الوضع السوداني السياسي معقَّد وخطير ويحتاج إلى تدخل ووساطة ترضي جميع الأطراف لأجل حلول مرضية، وقال: إن مساعينا تتركَّز بأن تكون هنالك مبادرة مفتوحة لكل قوالب الخلاف وأن يكون خلاصة الرأي واحد.
من جانب آخر كشف قلواك عن إجرائه مباحثات مع الجانب السوداني تتعلق بالرحلات النهرية بين السودان ودولة الجنوب لتسهيل عملية التبادل بين الدولتين بعد إيقافه لعدة سنوات، مبيِّناً أنه حمل رسائل من الرئيس سلفاكير، لرئيس مجلس السيادة الانتقالي البرهان تتعلَّق بهذا الشأن.
الأولوية بالوساطة
وفي ذات الاتجاه يرى القيادي بشرق السودان الأمين داوود، بأن وجود الوساطة الجنوبية في الخرطوم مسألة عادية جداً باعتبار أن الوفد هو نفسه وسيط لوساطة سلام جوبا، وقال لـ(الصيحة): إن الأمر ليس بعيداً عن القضية، لأن وساطة السلام هي نفس وساطة الحل السياسي السوداني.
وقال: إن زيارة وفود دولة الجنوب إلى الخرطوم لمتابعة الأوضاع في السودان ولدفع خطوات الحل إلى الأمام، مبيِّناً أن الوساطة الجنوبية حريصة جداً لمتابعة ما تتوصل إليه الخرطوم من حل سياسي، لذلك وجود الوفد الجنوبي طبيعي جداً، مبيِّناً أن الجنوبيين أقرب الناس بالنسبة للسودان وأن وجودهم هو مسهِّل كبير للعملية السياسية، وكشف عن اجتماع مرتقب مع الوفد الجنوبي للاستماع إلى آرائهم، لأن لديهم الرغبة الأكيدة في حل القضية السودانية وهم أولى بالتوسط لهذه المشكلة.
الوساطة سودانية
يرى المحلِّل السياسي عبد العظيم لـ(الصيحة) بأن وفد من قيادات الجنوب في السودان يعتبر فضلاً وزيادة وليس فيه منقصة للسودان في الوضع الراهن الذي يستوجب التدخل والوساطة، موضحاً بأن المشكلة الآن في السودان معقَّدة جداً وليس من السهولة بأن يكون هنالك وسيط واحد لحلها، مبيِّناً أن الوساطة الجنوبية هي مسهِّلة لعملية الحوار، ونحن نثمَّن دورهم في التدخل لحل الأزمة السودانية.