انعدام الخدمات بالريف الغربي أم درمان
أم درمان– الصيحة
على امتداد طريق شريان الشمال حتى الكيلو (146) تتمدد قرى الريف الغربي بأم درمان بإنسانها الشامخ وأرضها المنبسطة.
تجاور القرى بعضها البعض علي طول هذه المسافة الممتدة، في ظل ظروف تنموية بالغة التعقيد، فالكهرباء تظلل أسلاكها مسار طريق شريان الشمال القومي بينما سكان المنطقة بلا كهرباء، والمياه تتدفق من أنابيب الري المحوري، في المشروعات الزراعية والاستثمارية بينما يشرب سكان الريف الغربي من آبار تكاد تكون مياهها المالحة غير صالحة للشرب .
حيث لا يزال أهالي الريف الغربي بأم درمان يقطعون أكثر من (127) كيلو متر، من أجل تلقي خدمة العلاج بمشافي أم درمان، واستكمال المراحل الثانوية لأبنائهم في عدد من مدارس العاصمة.
حالة من الحزن والأسي تسيطران على كل زائر للمنطقة، من واقع انعدام الخدمات الأساسية، فلم نجد شاهد لمشروع تنموي، أو حتى وضع حجر أساس لمشروع قادم تشكر عليه محلية أم درمان للريف الغربي الذي يقع داخل اختصاصاتها ومهامها.
في ظل هذه الأوضاع تسود حالة من السخط الشعبي بالريف الغربي جراء تكوين لجنة تنسيقية قبائل الريف الغربي، والتي يرى الكثيرون أنها دبرت (بليل) من دون بسط الشورى لاختيار ممثليها،
وقال المواطن محمد عبد القادر علي، من منطقة (وادي السيال) بالريف الغربي: إن القرى الخاصة بالريف الغربي كافة تعاني من نقص حاد في الخدمات الأساسية (مياه الشرب،الكهرباء، الصحة والتعليم)، وأضاف: في ظل هذا الوضع المتردي بدأت تظهر للعيان بوادر (فتنة مجتمعية) بسبب لجنة تنسيقية تجد الرفض من غالبة أهل المنطقة.
وأوضح المواطن أحمد حسن محمد علي، من قرية (عجيب) أن أعضاء اللجنة التي تم تكوينها نعرفهم جيِّداً، فمن بينهم من عمل لأكثر من (20) عاماً، ممثلين للمنطقة للأسف لم يقدِّموا شيئًا.
وحول وضع الخدمات بالمنطقة قال المواطن أحمد حسن: هناك مركز صحي في منطقة (أم صيدة) يوجد به مساعد طبي واحد، حيث لايوجد فيه كهرباء أو أجهزة لإجراء الفحوصات، كما أن هناك مركز آخر في حلة (موسى) كما لاتوجد (رياض أطفال)، بل لدينا مناطق لازالت تحتاج إلى تشييد مساجد لأداء صلاة الجمعة والجماعة.
وأضاف: في منطقة ود عجيب لدينا بيارة متوقفة بسبب عدم وجود (بابور) كما الحال في عدة مناطق وصل حال سكانها بأن أصبحوا يعتمدون في مياه شربهم على المشروعات الزراعية التي تقع بالقرب من المنطقة.
في السياق أكد عمدة منطقة (القريات) العمدة فضل أحمد محمد، أن واقع التنمية بمنطقة الريف الغربي مقارنة بأوضاع الريف الأخرى بولاية الخرطوم يعتبر (متواضعاً للغاية) على حد تعبيره، وأضاف بأن بُعد المسافة مابين منازل التلاميذ والمدارس خلَّف حالة واسعة من (التسرُّب المدرسي) وأقولها صراحة: كل من مثَّلنا سواءً على صعيد البرلمان أو المجلس التشريعي لم يقدِّم لنا ثمرة واضحة من ثمار التنمية .
أما بالنسبة لموضوع اللجنة التي تم تكوينها فقد سمعنا بها من أفواه الناس لم يخطرنا أحد بها.