عقدت قوى الحرية والتغيير ممثلة في رؤساء مكوناتها وجناحها النقابي تجمع المهنيين السودانيين ولجنة تنسيق العمل الميداني اجتماعاً طارئاً مساء أمس استعرضت فيه تطورات الراهن السياسي والعلاقة مع المجلس العسكري والقوى السياسية الأخرى.. والمبادرات الوطنية والأجنبية التي تم طرحها منذ نشوب الخلاف بين شركاء التغيير.. وبعد اجتماع مطول لقادة الحرية والتغيير صدر بيان سياسي جاء فيه “استعرضت قوى التغيير مآلات الأوضاع في البلاد وانطلاقاً من مسؤولياتها السياسية والأخلاقية الوطنية نحو استقرار البلاد والنأي بها من مزالق السقوط في هاوية الصراعات، واستشعاراً منا بضرورة المصالحة الوطنية الشاملة بين مكونات الدولة السياسية وإرساء قاعدة حكم تنهض على التراضي والتواثق والمشاركة لجميع أبناء السودان دون إقصاء لأحد أو احتكار لسلطة وتقديراً لظروف البلاد قررنا في قوى الحرية والتغيير التنازل عن 50% من مقاعد مجلس الوزراء لشركاء الوطن من أحزاب بلادنا مساهمة منا في توحيد الصف ودرء مخاطر الصراعات والتنازل عن 50% من مقاعد المجلس التشريعي للقوى السياسية والحركات المسلحة والتنازل عن 50% من نصيب قوى الحرية والتغيير في المجلس السيادي المقترح وإيقاف كافة مظاهر التصعيد في الميدان وإزالة المتاريس وإيقاف التظاهرات والاحتجاجات ووضع الثقة في القضاء الوطني لمحاكمة الجناة في أحداث فض الاعتصام ومراجعة الإعلان الدستوري الذي قدمته قوى الحرية للمجلس العسكري.
وتهيب قوى الحرية بأبناء الشعب السوداني دعم ومساندة الثورة الظافرة”..
بيان تحالف قوى الحرية وضع الساحة السياسية في مأزق حقيقي.. وبدت قطاعات عريضة من الشعب في حالة ذهول وفرح يمتزج بالدموع لانفراج الأزمة الخانقة التي تسببت فيها الأطماع الذاتية وحب النفس والهرولة نحو السلطة، بيد أن قوى الحرية والتغيير أثبتت جدارتها بثقة الشارع فيها وهي تتنازل عن ما حصلت عليه من المجلس العسكري طوعاً ولمصلحة الاستقرار والسلام والديمقراطية!!
إنه حلم فقط.. وآمل أن يرتقي قادة مثل الإمام الصادق المهدي وإبراهيم الشيخ وصديق يوسف إلى مصاف الزعماء الذين تتبدى معادنهم الأصيلة في خضم الأزمات الكبيرة، إذا أقبلت قوى الحرية والتغيير على هذا الموقف وتنازلت طوعاً عن جزء من مقاعد السلطة وأمسكت بنصف مقاعد مجلس الوزراء ونصف مقاعد المجلس التشريعي وربع مقاعد المجلس السيادي، فإنها تكسب ولا تخسر شيئاً، وتثبت للرأي العام أنها جديرة بالثقة وتؤثر المبادئ على المصالح.. ولكن هل قوى الحرية والتغيير بمقدورها أن تفعل هذا؟؟ ويرتقي قادتها فوق نزوات النفس وشحها ويرسون تجربة جديدة في الممارسة تضع المجلس العسكري في حرج بالغ.. وتضع القوى السياسية الأخرى على “المحك”..!!