قرارات البرهان… إزالة العتمة السياسية داخلياً ودولياً
الخرطوم : عوضية سليمان 3 يونيو 2022م
على خلفية قرارات رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، والتي قضت بالإفراج عن المعتقلين السياسيين ورفع حالة الطوارئ في البلاد، أعلن حزب الأمة القومي عن موقفه تجاه القرار، وقال: إن القرار سينهي حالة التوتر مع المجتمع الدولي، ورحَّب الحزب بقرار البرهان، لأنه يعمل على تهيئة المناخ وتنقية الأجواء من أجل حوار مثمر وهادف، وقال: إن القرار يحقق الاستقرار في الفترة المتبقية من المرحلة الانتقالية ويحقق مطالب المجتمع الدولي الذي ظل يطالب بالاستقرار وتهيئة المناخ من أجل التسوية السياسية، وقال الحزب حسب بيان صادر له: إن القرار سينهي حالة التوتر بين القوات المسلَّحة وبين المجتمع الدولي.
الحراك الوطني
وحول قرارات الفريق البرهان، التي أصدرها وأثرها على العلاقة مع المجتمع الدولي، قال المحلِّل السياسي عبد الرحمن أبو خريس لـ(الصيحة): إن البرهان إلى الآن ذاهب في موجة المجتمع الدولي ومايدل على ذلك قراراته المحلية التي أطلقها والتي منها أنهاء حالة الطوارئ، ما يشير إلى أن البرهان، استجاب لدعوات المجتمع الدولي والحراك الوطني، وقال: إن البرهان لم يأت عبر انقلاب عسكري، بل هو شريك في السلطة الانتقالية وهو قريب من السلطة وهو من قام بعملية اعتقال البشير، وأضاف: إن خلافه مع المكوِّن المدني أفضى إلى قرارات ٢٥ أكتوبر، مؤكداً بأن الكُرة الآن عادت إلى ملعب المكوِّن المدني والمجتمع الدولي بعد الحجج التي كانوا يتحججون بها، ولذلك أقول: هل تستجيب تلك الأحزاب إلى حوار ومصالحة أم تتمترس خلف مواقفها القديمة، خاصة وأن الحكم ينبغي أن يأتي عبر انتخابات؟ وقال: إن المجتمع الدولي والمجتمع الداخلي أمام امتحان عسير، وتساءل قائلاً: هل القوى الدولية سوف ترفع الحصارعن السودان من أجل دعم حكومة انتقالية ودعم الأحزاب الصغيرة التي ترفض الحوار نفسه؟ وزاد بقوله: إن من المهم جداً أن تراجع الأحزاب مواقفها من قوى الحرية والتغيير باعتبار أن هنالك أحزاب كبيرة لا تخشى الانتخابات وأحزاب صغيرة الانتخابات لا تأتي بها.
وقال أبو خريس: إن القرارات الأخيرة للبرهان، ستجد التأييد من المجتمع الدولي وستجعل الباب مشرعاً لدعم السودان اقتصادياً، مشيراً إلى أن العلاقة مع المجتمع الدولي سوف تكون أفضل من ماهو عليه الآن.
تحسين العلاقة
وفي ذات السياق يرى رئيس حرب الأمة القومي، فضل الله برمة ناصر، أن قرارات البرهان، لها تأثير كبير جداً في الساحة السياسية، مؤكداً أن قانون الطوارئ سوف ينعكس على الداخل والخارج سياسياً وتساعد تلك القرارات على تحسين العلاقة مع المجتمع الدولي بشكل مباشر، لأن هنالك مبادرة سياسية يقوم بها، وكشف عن أن القرار فيه تلبية لمطالب القوى السياسية التي وضعت شروطاً لأجل الموافقة على الحوار المباشر حوار مدني عسكري – على حد قوله، مبيِّناً أن إطلاق سراح المعتقلين هي نقطة مهمة جداً من أجل تهيئة مناخ الحوار، ونفى برمة ناصر، أن تكون من أجل الدعم، مبيِّناً أنها من أجل الحوار و تعتبر خطوة إيجابية جداً لانتشال الوضع الحالي في البلاد، مشيراً إلى أنها قرارات ستؤدي إلى الحوار الواحد الذي يضم كل السودانيين.
الوقت المناسب
الباحث الاستراتيجي عبد الرحمن أبو زهرة، قال: إن قرارات البرهان، جاءت في الوقت المناسب، لأن السودان الآن يحتاج إلى تهيئة المناخ والأجواء من أجل الإصلاح والاستعداد إلى الحوار من أجل الوصول إلى حل القضية في السودان عبر اتفاق سياسي في ظل المبادرة الأممية من خلال العودة إلى طاولة الحوار والتسوية، مبيِّناً أن القرار جاء من أجل أن تذهب الفترة الانتقالية بسلام، مؤكداً أن الخطوة ستجد التجاوب المطلوب من الساحة السياسية في الداخل والخارج، موضحاً أن القرارات سيكون لها تأثيرها ليس على المجتمع الدولي فقط، إنما داخلياً على الوضع الأمني والسياسي، مبيِّناً أن السودان يحتاج إلى توافق لأنه طيلة الفترة الماضية ظل يشهد احتقاناً وتنافراً كان من الممكن أن يقود البلاد إلى مستنقع خطيرة لا يحمد عقباه.