كتب: سراج الدين مصطفى 27 مايو2022م
مدخل مهم:
الحلنقي.. اسم لا يحتاج لأي تعريف أو مقدمات.. فهو كما يقال علم على رأسه نار وأشعار وجمال.. اسم ينتمي للجمال المطلق.. فهو شاعر ليس كبقية الشعراء.. يكتب أشعاره بمداد القلب لذلك تتجه كل قصائده باتجاه القلب مباشرة ولا تحتاج لأن تطرق أبوابها حتى تدخل.. ذلك هو الحلنقي.. أو رئيس جمهورية الحب كما أطلق عليه الصحفي الكبير طلحة الشفيع.. وهذه السطور هي محاولة للتعريف بالحلنقي وسيرته الضخمة مع كتابة الشعر الغنائي.
ميلاده ونشأته:
ولد إسحق عثمان إبراهيم الحلنقى في عام 1942م وهو ينتمي إلى قبيلة الحلنقة البجاوية ويعتقد أن أصل تسمية حلنقة من” حلنقاي” التي تعني في احدى لغات إثيوبيا”حملة السياط” كان والده مزارعاً وتاجراً للمحاصيل وربما كان أحد عناصر ومقومات تجربة الحلنقي الشعرية مولده ونشأته في كسلا. تلقى الحلنقي تعليمه الأولي في مدرسة حي الختمية الأولية ولم تكن شاعريته قد تشكّلت آنذاك، بل كان لا يبدل المدرسة بمثلها، فقد كان يضيق ذرعاً بالصعوبة التي يلقاها للوصول إليها خصوصاً في فصل الخريف.
مراحله التعليمية:
تلقى الحلنقي تعليمه الأولي في مدرسة حي الختمية الأولية ولم تكن شاعريته قد تشكّلت آنذاك، بل كان لا يبدل المدرسة بمثلها فقد كان يضيق ذرعاً بالصعوبة التي يلقاها للوصول إليها خُصُوصاً في فصل الخريف. بعد إكماله المرحلة الأولية انتقل إلى المدرسة الأميرية الوسطى، حيث درس بها عامه الأول والثاني ثم انتقل مع خاله إلى حيث يقيم في القضارف، حيث واصل تعليمه هناك في مدارس الاتحاد الأمريكية وكان التعليم فيها مُختلطاً وهناك بدأ المراهق الصغير يحس بوجود المرأة في حياته وعرف العاطفة النبيلة الساذجة وكتب أول مقاطع له تحت عنوان “مسيحية”. انتقل اسحق الحلنقي إلى مدرسة التقدم الثانوية بأم درمان، وفي أم درمان وفي هذه المدينة الساحرة كتب الحلنقي أولى قصائده وأرسلها إلى الصحفي الفنان محمد الحويج محرر صفحة البريد في مجلة الإذاعة والتلفزيون والتي كان يرأس تحريرها الشاعر محمد مفتاح الفيتوري.
الأبيض ضميرك:
لم يملك الحويج إلا أن يبدي إعجابه بالقصيدة فقام بنشرها فقرأها المطرب الشاب الطيب عبد الله “الأبيض ضميرك”، وقام بتلحينها وعمّت الأغنية الآفاق في ذلك الزمان، ثم كانت أغنية “بتتغيّر” للراحل صالح الضي، حتى جاءت الأغنية الثالثة في مشوار الحلنقي الشعري أغنية “مشي أمرك يا قدر” للفنان صلاح مصطفى وكانت قمة الإبداع في بدايات الحلنقي أغنية “قطر الندى” التي تغنى بها الراحل المقيم محمد وردي.
مع محمد وردي:
وفي العام 1968، تغنى وردي للحلنقي “يا أعز الناس حبايبك نحنا” ثم كانت “عصافير الخريف” و”الحنينة السكرة” ثم “استنيني” التي نظمها في أبو ظبي عام 1983م وتواصل اللقاء ما بين وردي والحلنقي على درب الإبداع فكانت الروائع في أغنيات “أقابلك” و”وسط الدايرة” وهي الأغنية الوحيدة التي كسرت حاجز المحلية في القرن العشرين إذ فازت بالجائزة الأولى في مهرجان الاغنية لدول البحر الأبيض المتوسط الذي أقيم في فرنسا عام 1993م.
جرح المشاعر الكبير:
يقول الحلنقي عن الشعر الذي أصبح قدره “أنا مؤمن أن الشعر ليس شعوراً عاطفياً، بل هو اغتراب نفسي داخلي.. إنه غربة داخلية يتوجّع بها المرء وتولد معه.. لذلك تراه يبكي الجمال الذي يفقده والفرح الذي لا يلقاه والإخلاص الذي يتمناه”، وكل مبدع تتكوّن مشاعره من جرح كبير يتفرّع جروحاً مؤلمة صغيرة ومهما أطفأت الأيام الجروح فإن الجرح الكبير يبقى فينا لا الأيام تغطيه ولا السنوات.. يبقى فيك تتنفسه مثلما تتنفس الهواء لتعيش.
مرحلة محمد الأمين:
في عام 1970-1971 بدأ التعاون بين الحلنقي والفنان محمد الأمين، فجاءت روائع تترى وفي فترات زمنية متقاربة..”بتتعلم من الأيام” و”شال النوار” و”غربة وشوق”. كما تعاون الحلنقي مع الأستاذ الكبير عبد الكريم الكابلي الذي كتب له “شربات الفرح” و”عقبال بيك نفرح يا زينة”، كما كتب الحلنقي لصديقه الفنان التاج مكي 15 أغنيه أشهرها “حبيت عشانك كسلا”. أما على صعيد البلابل، فقد كتب لهن الحلنقي أغنيات قد ساهمت في انتشارهن في ثنائية رائعة مع الملحن بشير عباس وأبرز تلك الأعمال “عشة صغيرة” و”لون المنقة”.