آخرها حريق القيادة العامة .. خطر الحرائق.. إلى أين؟
الخرطوم: انتصار فضل الله 31مايو2022م
حرائق ضخمة وغير مسبوقة اندلعت في مناطق بالسودان الفترة الماضية، وقدرت إحصائية غير رسمية حجمها بما يفوق الـ (40) حادثة حريق، طالت مناطق مختلفة منذ نهاية العام الماضي، وتسببت في حدوث خسائر وأضرار بالغة، كان آخر حرائق شب بقرب مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة .
1
رصدت (الصيحة) قائمة طويلة لبعض الحرائق المتلاحقة التي أثارت الرأي العام الفترة الماضية، منها حريق جبل مون، حريق نخيل جزيرة بدين، حريق محالج الفاو، حريق مصنع سكرعسلاية، حريق منازل المواطنين في مدينة كرينك، حريق الجن بقرى حلفا الجديدة، حريق ميناء عثمان دقنة، حريق مخازن الدواء بربك، حريق سوق ليبيا بأم درمان، حريق سوق هزار الفاشر، حريق شاحنات القطن بوادي حلفا، حريق مجمع ساريا وآخرها حريق القيادة العامة .
2
أسباب عديدة أشار إليها مختصون في البيئة تحدَّثوا لـ(الصيحة)، أدت إلى وقوع الحرائق وسط تخوُّفهم من تحوُّلها لظاهرة .
الخبير البيئي د. عباس الرضي، يقول: حدوث الحرائق يعتبر ظاهرة غريبة اجتاحت البلاد لأول مرة، وعزا بعضها إلى موجة الحرالشديد التي طغت على الغلاف الجوي، وأسفرت عن اندلاع عشرات الحرائق في منطقة بحلفا، وتخوَّف من حدوث المزيد بسبب الاحترار المناخي، محذِّراً من تبعات ذلك، وأشار إلى أن حدوث بعض الحرائق كان بفعل فاعل، موضحاً أن حرائق محالج الأقطان تنتج دائماً جراء “الانصهار وارتفاع درجات الحرارة”.
3
يقول تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة: قد يؤدي تغيُّر المناخ إلى زيادة عدد الحرائق الكبرى المندلعة حول العالم، ومن الممكن أن يفضي نطاق هذه النيران إلى ارتفاع درجة الاحترار، ودعت إلى ضرورة تطبيق استراتيجيات إدارة أكثر شمولية لمجابهة الحرائق وتحسين مراقبة العوادم الكربونية المنبعثة منها والتي قد تتفاقم من ظاهرة الاحتباس الحراري على الصعيد العالمي .
4
أكد الخبير في المناخ د. أمير عبد الدافع، لـ(الصيحة) الأضرار الاقتصادية والصحية للحرائق التي تظل مشتعلة لأيام، قائلاً: تسبب مشكلات في الجهاز التنفسي والقلب لا سيما لدى المسنين والصغار، مشيراً إلى إسهام موجات الحر وظروف الجفاف وانخفاض رطوبة التربة في تفاقم الاحترار المناخي، بالتالي حدوث بعض الحرائق، وهو ما يؤكد أن السودان يمر بمنعطف خطير يتمثَّل في التغيُّر المناخي، مشدِّداً على الاستعداد للمتغيِّرات المناخية التي ضربت أنحاء من دول أفريقيا حتى ينتهي خطر الحرائق.