كلام في الفن .. كلام في الفن
عمر الجزلي:
يظل برنامج أسماء في حياتنا الذي كان يقدمه الأستاذ عمر الجزلي (عافاه الله)، واحداً من أهم البرامج التوثيقية في كل القنوات العربية على الإطلاق وليس تلفزيون السودان وحده، لأن هذا البرنامج العتيق ظلّ ثابتاً وفي كل الدورات التلفزيونية المُتعاقبة منذ سبعينيات القرن الماضي، وهذا البرنامج أرّخ تقريباً لكل الشخصيات السُّودانية وفي كافة مناحي وجالات الحياة.
عاطف خيري:
أصبح مدرسة شعرية في كتابة الشعر الحداثي الذي يغرق في الفلسفة ولكن بلغة الناس اليومية.. ولكن عاطف كان يُشكِّلها ويتناولها في قوالب بديعة .. وعاطف رغم ما أحدثه في جسد الكتابة من تجديد ولكنه انزوى بعيداً وترك الساحة لأمثال أمجد حمزة حتى (يعبثون) كيفما يشاءون. فهو استطاع سريعاً أن يكرس لصوته الشعري كشاب مختلف له قدرات مدهشة على لفت الانتباه بلغته التي يستخدمها.
عبد القادر الكتيابي:
من يتأمّل أغنية بعمق (لمحتك) يدرك أنه أمام شاعر حقيقي ليس مصنوعا أو مصطنعاً.. شاعر بكل ما تحمل الكلمة من مبنى ومعنى وفكرة .. وإن كان الشعر والإبداع عموماً لا يورث ولكن عبد القادر الكتيابي ورث الشعر عن خاله الشاعر الكبير (التجاني يوسف بشير) .. وهذا في حد ذاته يكفي ويؤشر على أننا أمام شاعر تشرّب الشعر ورضعه مع لبن والدته والتي يحكي بأنها كانت شاعرة .. إذن لا غرابة.
أحمد المصطفى:
العميد الفنان أحمد المصطفى.. وهو الرجل الذي تعب في أن يجعل للفنان وضعية اجتماعية مميزة ومقدرة.. وما كان ذلك ليتأتى لأحمد المصطفى لو لم يكن هو مثالاً حياً يمشي بالخُلُق الرفيع والغنائية التي تدعو للفضيلة وتعيش هموم الناس وتعبر عنهم وتتوغّل في تفاصيل حياتهم.. لذلك من البديهي أن يكون أحمد المصطفى هو ذلك الفنان العلامة رفيع المقام.
ناجي القدسي:
ارتبط ناجي القدسي بمدينة كسلا لأنها موطن والدته، ولكنه تنقل في عدة مدن في هذا السودان ما بين عطبرة وسنار وكسلا، وهذا التنقل كان له تأثيراته التي ظهرت بعد على ألحانه وأغنياته، وهو يقول (أنا لو قالوا لي اختار أجمل مدينة في العالم فلن أتردد وأقول سنار، لأنها مدينة جميلة في كل تفاصيلها ويكفي أنها علّمتني بداية اللحن والعلاقة مع الموسيقى).