الغالي شقيفات يكتب : المجاعة القادمة
29 مايو 2022م
تشير التقارير الاقتصادية والإعلامية الى ارتفاع القمح لأعلى مستوى منذ عام 2008 وسط مخاوف متزايدة من حدوث نقص عالمي، حيث أدت حرب أوكرانيا إلى وقف أكثر من 25 في المئة من صادرات العالم من المواد الأساسية المُستخدمة في كل شيء من الخبز إلى البسكويت والمكرونة والشعيرية. وتزوّد روسيا وأوكرانيا ما يقرب من ثلث صادرات القمح العالمية، ومنذ الهجوم الروسي على جارتها، توقّفت الموانئ المطلة على البحر الأسود تقريباً، ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار القمح إلى مستويات قياسية متجاوزة المستويات التي شوهدت خلال أزمة الغذاء في 2007 – 2008.
وتتجه الأسعار إلى تحقيق مكاسب أسبوعية قياسية بنحو 40 في المئة، متصاعدة منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا وفرض الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات شاملة على روسيا. كما أغلقت الحرب الموانئ الرئيسية في أوكرانيا، وقطعت الروابط اللوجستية والنقل. كما يهدد القتال بعدم زراعة المحاصيل في الأشهر المقبلة، كما جفّت التجارة مع روسيا في الغالب، حيث وجد المشترون صعوبة في التغلُّب على تعقيد العقوبات وارتفاع تكاليف التأمين والشحن، وأكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أن 45 مليون شخص في 43 دولة بالعالم مهددون بخطر المجاعة.
وأوضح البرنامج أن ارتفاع العدد من 42 مليون شخص في وقت سابق من العام يعود إلى حدٍّ كبير إلى تقييم للأمن الغذائي والذي وجد أن ثلاثة ملايين شخص إضافيين يُواجهون مجاعة في أفغانستان.
ونقل الموقع الإلكتروني الرسمي للأمم المتحدة في وقتٍ سابقٍ، بياناً عن المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيسلي قوله: إن عشرات الملايين من الناس على شفا الهاوية، مؤكداً أن النزاعات وتغيُّر المناخ وجائحة كورونا تزيد أعداد الذين يعانون الجوع الحاد، ويشهد السودان جدالاً حول السعر التركيزي للقمح، وحديثاً عن عجز وزارة المالية عن شراء القمح من المزارعين، وكذلك نشر في وسائل التواصل الاجتماعي أن تجاراً من مصر قاموا بشراء القمح من السوق، ونُشر في صحف الخرطوم أن هنالك توقعات بارتفاع سعر الخُبز، ولأن الخطر كبيرٌ يجب على الدولة شراء القمح من المنتجين مهما كلّفها، والسودان بلدٌ مساحته الزراعية واسعة وتغيّرت الثقافة الغذائية من الذرة للقمح.
على وزارة المالية مراجعة السعر التركيزي الذي حددته، مع الوضع في الاعتبار التطورات العالمية ومخاوف المواطن من تدخُّل الدول المجاورة في شراء الإنتاج وأخذ الأزمة موقع الجد، لأن الخطر ماثلٌ أمامنا وكل السيناريوهات السياسية والأمنية مُتوقّعة.!