الخرطوم: آثار كامل 28 مايو 2022م
في ظل التحرُّكات التي تجريها الآلية الثلاثية لجمع أطراف الأزمة السودانية للحوار من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتقريب شقة الخلاف بين الحكومة الحالية وبعض القوى السياسية الرافضة لأشكال التعاطي كافة مع الوضع. يتحدَّث البعض من الذين يتمسَّكون برفض أيِّ مساعٍ للحل تجمعهم مع المكوِّن العسكري عن تسوية هشة ستلجأ إليها الآلية الثلاثية لتمرير تسوية، وقال المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير، شهاب الطيب: إن هنالك مساعٍ من البعض- لم يسمهم- لتمرير تسوية ولعب دور ووضع أنفسهم في خانة واحدة مع المكوِّن العسكري بدلًا من تسهيل عملية الحوار وممارسة الضغط عليهم.
تسوية
وقال المتحدِّث باسم قوى الحرية والتغيير “مجموعة المجلس المركزي”، شهاب الطيب، في تصريحات لـ”الترا سودان”: إن تصاعد العنف المفرط اليومين الماضيين، والاعتقالات التي طالت نشطاء وأعضاء لجان المقاومة والسياسيين، تعني تعرُّض العسكريين لضغوط هائلة، وأدان المتحدِّث باسم قوى الحرية والتغيير شهاب الطيب، قتل الشاب محمد خالص، بالرصاص، في موكب أم درمان السبت الماضي، وقال: إن العنف لن يمنع الثورة الشعبية التي تستمر منذ ثلاثة أعوام، واتهم الطيب، جهات إقليمية بالانحياز إلى العسكريين، لتمرير تسوية ولعب دور ووضع أنفسهم في خانة واحدة مع المكوِّن العسكري بدلًا من تسهيل عملية الحوار وممارسة الضغط عليهم وأضاف: “نحن نعلم ما يحدث من تحركات تجريها أطراف إقليمية تريد تسوية على مقاسها ونعلم انحيازها للعسكريين وهناك اجتماعات مع بعض المدنيين لتمرير هذه التسوية غير المقبولة، وشدَّد الطيب، على أن الشارع لن يتأثر بالتحرُّكات الراهنة لإنتاج تسوية هشة قائلًا: إن التاريخ لا يعيد نفسه مرتين.
توحيد الجبهة المعارضة
فيما قال القيادي بقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، أحمد حضرة، في حديثه لـ(الصيحة): إن بعض المواقف لبعض الأحزاب أو بعض الخلافات ليس لدينا صلاحيات عليها، بل مايهمنا الموقف الرسمي للمؤسسات والذي نأخذ به عبر بيانات رسمية، وأضاف بأن بعض التصريحات تربك المشهد بشأن الدخول في تسوية والدخول مع العسكر في تفاوض، ونوَّه بأن الأساس للتسوية هو توقيف القمع والقتل وإيقاف الطوارئ وهي مطلوبات مهمة، وأكد حضرة بأن الطرف الآخر ليس حريصاً على أي حوار، منبِّهاً إلى أنهم وضعوا شروط للآلية الثلاثية ومخاطبتها بأن القمع المتواصل لا يبدي حسن نيِّة الطرف الآخر للوصول إلى حلول، فالتصعيد هو الأقرب، وأضاف بأن الطقس –الآن- غير صالح للتسوية وغير وارد، فالمسألة ذاهبة إلى توحيد المقاومة وتشكيل جبهة معارضة، كاشفاً عن انقسام القوى المدنية إلى جبهة مدنية موالية للعسكر وداعمة للانقلاب، وجبهة مدنية تسعى لإسقاط الانقلاب والالتفاف حول ميثاق سلطة الشعب وتكوين كتلة لتبقى رؤية واضحة، لافتاً إلى أن لديهم انفتاح على كل القوى المناهضة للانقلاب وطرح برنامج لما بعد الانقلاب عبر خطوات لاحقة.
لا مجاملات في المرحلة المقبلة
اختلفت الرؤية التحليلية للباحث الأكاديمي وأستاذ الدراسات الاستراتيجية آدم حامد، خلال حديثه لـ(الصيحة) حيث قال: إن المرحلة المقبلة لا تتحمَّل أي مجاملات ولا تكتلات وانحيازات وإكمال تسوية لا ترضي الشارع ولا القوى السياسية، وأضاف قائلاً: إن نتيجة التجارب أثبتت ذلك بأن أي تسوية أو وفاق بعيداً عن الشارع ولجان المقاومة لن تصمد ولاتجد التأييد، وأن الأحزاب والقوى السياسية ستكون في موقف لا يحسد عليه مابين الرجوع إلى الخلف أو المواصلة في اتجاه التسوية بعيداً عن الشارع، لافتاً إلى أن الساحة السياسية السودانية تشهد حالة تخلُّق قيادات جديدة مبرأة من كل عيوب الماضي، وهي التي ستقود المشهد، لأن القيادات الموجودة –الآن- هي قيادات مأزومة، لافتاً إلى أن سياسة الاتهامات والتخوين لن تجدي، وحذَّر من أي تسويات أو اتفاقيات تتم بعيداً من الفاعلين الأساسيين الجدد في المشهد السياسي، مشيراً إلى أنها لن تؤدي لنتيجة، لأن لجان المقاومة هي الآن الأقرب لقلب الشارع وأكثر تأثيراً فيه، ونوَّه إلى أن التسوية الجيِّدة تحتاج إلى رغبة وتعاون بين الجميع وإلى بناء الثقة بين الأطراف.