رئيس القطاع السياسي لحزب الاتحادي الديموقراطي (الشرعية الثورية) د. عبد العظيم محمد صالح لـ(الصيحة): البلد الآن تتسرَّب من بين أيادي الناس
المبادرة الثلاثية مالم تشترط الحكم المدني فليس لها حظ في النجاح
عدم التجديد للبعثة الأممية مناورة سياسية
لجنه أديب تُمارس عليها ضغوط قوية والمؤشرات واضحة
الوضع الاقتصادي تداعياته معروفة والنظام السابق قضى على الأخضر واليابس
تقرير رئيس البعثة الأممية في مارس هو (القشة التي قصمت ظهر البعير)
حوار: عوضية سليمان 28 مايو 2022م
كشف الدكتور عبد العظيم محمد صالح، رئيس القطاع السياسي بالحزب الاتحادي الديموقراطي (الشرعية الثورية) أحد الأحزاب الموقعة على وثيقه نداء الوحدة الاتحادية، عن أن البعثة الأممية المتحدة تميل إلى الجانب المدني، وهذا سبب رئيس دفع المكوِّن العسكري إلى أن يعمل على عرقلة مهامها داخل السودان. وقال: إن البعثة الأممية جاءت بناءً على رغبة المجتمع الدولي بعد النظام الاستبدادي. وذكر أن التقرير الذي قُدِّم من رئيس البعثة الأممية في مارس، هو القشة التي قصمت ظهر البعير، وأضاف في حواره مع (الصيحة): إن الحزب الاتحادي مع الثورة والشباب، وجزم بأن دماء الشهداء لن تذهب هدراً، وسوف تكون هنالك محاسبة. فإلى مضابط الحوار:-
= كيف ترون مصير المبادرة الثلاثية القائمة الآن في الساحة السودانية؟
نراها متعثِّرة، وإذا لم يحصل توافق مرتبط بهدف محدَّد بأن يكون هنالك تفاوض يهدف إلى إرجاع الحكم المدني كامل الدسم وأن يرجع المكوِّن العسكري إلى مهامه الرئيسة، فإنها لن تحقق النجاح المنشود، ولهذا ما لم يتم التوافق على هذا الطرح فإن المبادرة لن يكون لها في السودان نجاح.
= والآن في وضعها الحالي هل ستؤدي إلى حلول اتفاقية؟
إذا خلصت النوايا يمكن أن يتحقق ذلك، وأن تكون هنالك قناعة من المكوِّن العسكري بأنه فشل فشلاً ذريعاً بعد ماجرى في الخامس والعشرين من أكتوبر، العام الماضي، وأن السياسة ليست من مهام وواجبات العسكريين، إنما واجبها حفظ الدستور وحفظ البلاد والأمن، هذا هو باختصار مهام القوات النظامية والعسكرية، وإذا هي اقتنعت بهذا الأمر ودخلت التفاوض بروح وطنية وجدية ممكن تنجح المبادرة.
= كيف تفسِّرون التهديد بعدم التجديد للبعثة الأممية؟
هذه جزء من المناورات السياسية، وأن البعثة جاءت لأجل أهداف معيَّنة منها التحوُّل الديموقراطي والمساعدة في مهام من الصعب القيام بها، وتحتاج إلى مجهود كبير جداً، منها العملية السكانية ومراقبة الانتخابات وتدريب الأحزاب والكوادر، وهذه مهام مدنية تشكر عليها البعثة، والآن يعيشون الأزمة السودانية، ومن واجبات الأمم المتحدة أن تسعى إلى منع الدولة بأن تكون دولة فاشلة والسودان -الآن- يمضي إلى فشل، وفي اتجاه أن يفقد كل المكاسب التي أتت بعد ثورة ديسمبر، من إعفاءات الديون والدخول مع المجتمع العالمي الاقتصادي والدعم من مختلف الجهات، الآن أصبح في كف عفريت بسبب الانقلاب الذي تمَّ.
= بنظرك ما سر العداء الحكومي للبعثة الأممية؟
نظرة البعثة الأممية تميل إلى الجانب المدني، وهذا سبب رئيس لدفع المكوِّن العسكري أن يعمل على عرقلة مهامها، وهي جاءت بناءً على رغبة المجتمع الدولي متمثلة في الأمم المتحدة لمساعدة السودان بعد النظام الاستبدادي الدكتاتوري لمدة (30) سنة، والذي قضى على الأخضر واليابس وأعادته إلى المسار الديموقراطي الصحيح وأصبح هنالك تضارب مصالح لما يعتقده المكوِّن العسكري من نوايا البعثة الأممية التي يراها تميل إلى التحوُّل المدني، وكان التقرير الذي قدَّمه رئيس البعثة فولكر، في مارس الماضي، هو القشة التي قصمت ظهر البعير، مع أن التقرير كان يلفت إلى الواقع.
= لكن هنالك آراء حول هذا التقرير، البعض اعتمده والبعض انتقده وشككك في مصداقيته؟
لقد تضمَّن التقرير حالة الانفلات الأمني والضائقة الاقتصادية الحرجة وحجر الحريات والاعتقالات التعسفية التي حدثت بعد انقلاب 25 أكتوبر، هذه الحقائق أغضبت المكوِّن العسكري، وشعر بأن هنالك جهة ما، فضحت كل الممارسات التي يقوم بها المكوِّن العسكري، وهي مسائل لا ترضي المجتمع الدولي، مع أن كل المعلومات التي وردت في التقرير استقاها من مصادر حكومية أو منظمات معترف بها دولياً ولها سمعتها والتقرير أوضح مصادر معلوماته.
= هناك من يقول بان الحركات المسلحة موقفها ضبابي، هل فوجئتم بذلك أم متوقع؟
فوجئنا من موقفها كثيراً، وكان من المتوقع أن تكون حركات نضالية تحارب من أجل رفع الظلم ولها مبادئ الحرية والديموقراطية وتقف مع الشعب،لأن عند قيام الثوره أتيحت لها الفرصة في اتفاقية السلام وتحقيق بعض طموحاتها في السلطة والثروة.
= كيف تقيمون سلام جوبا ، البعض يراه كارثة لقضية السلام ؟
سلام جوبا من البداية مبني على استراتيجية خطأ، وكان من الأول أن يبنى على استراتيجية مشاكل مناطق السودان عامة ولا يبنى على أساس جغرافي، هذا الأمر خلق مشاكل كبيرة جداً مازالت التداعيات ماثلة، مثل: مسار الشرق ومسار الشمال، مع أن المشاكل واحدة في التنمية وقسمة السلطة والثروة، والمؤسف أن اتفاقية جوبا جاءت على المحاصصات ونعاني -الآن- من نتائج المحاصصة ما دعا بعض المناطق أن تطالب بمسارات وأحزاب كما تطالب الجهات الأخرى.
= كيف تفسِّر الهجمة الشرشة على قوى الحرية والتغيير؟
من أهم المسببات لانقلاب 25 هو حل لجنة إزالة التمكين، وهذا هو سبب أول، لأنه لم تكن هنالك لجنة استئناف لقراراتها وهذه مشكلة السيادي نفسهه، ولجنة التمكين كانت برئاسة أحد أعضاء المجلس العسكري، وكان لديها عمل ممتاز جداً، ولكن المكوِّن العسكري كان له تحالفات مع النظام السابق وهذه واحدة من الأسباب التي أدت إلى القيام بالانقلاب.
= هل الهجمة على أشخاص اللجنة أمثال: وجدي وود الفكي؟
ليس على الشخصيات وإنما لأعمال اللجنة وأهدافها.
= ماهي علاقتكم مع لجان المقاومة؟
نحن معهم قلباً وقالباً، نؤيد شباب الثورة، ونحن مع الثورة وأهدافها وهي من صميم برامجنا السياسية، ونعتقد بأن الشباب هم الحاضر والمستقبل وندعمهم، لأنهم المستقبل، ونسعى على العمل في تطويرهم ولدينا تواصل معهم، وهنالك جزء كبير من الشباب الاتحادي نشط وسطهم في التجمعات.
= لا توجد مقاطعات من حزبكم كما يرى البعض؟
حزبنا حزب ثوري يتكوَّن من خمسة فصائل، وأن الحزب الاتحادي الديموقراطي هو وحدة اندماجية وليس وحدة تنسيقية بين الخمسة فصائل، ولدينا خطاب سياسي واضح عبر مؤتمر صحفي. والفصائل التي اندمجت هي: الحركة الاتحادية والتيار الاتحادي الحر والتيار الديموقراطي القومي وتجمع المهنيين الاتحاديين (الجمعية).
= بصفتك مهندس مشروع الوحدة الاتحادية لماذا أطلقت عليها تنسيقية؟
هي ليس وحدة تنسيقية؛ إنما وحدة اندماجية واندمجنا في حزب واحد ليس تنسيق من أجل غرض أبدي، بل لعمل موحَّد مثل ما حدث في وحدة الفصائل التي تمت، نحن لنا أهداف وجميعنا أزهريون نحمل مبادئ الزعيم الأزهري والشريف حسين الهندي، والمبادئ الوطنية الأخرى، ونحن وطنيين في المقام الأول وليس لنا ولاءات خارجية لأي جهة مثل: اليمين ومثل اليسار.
= هل تعتقد أن التعويل على الخارج يمثل حلاً للأزمة السودانية؟
ممكن يمثل تسهيلاً، لكن الأزمة يجب أن تحل داخلياً مع الفرقاء السودانيين بدافع من الوطنية، وأن البلد -الآن- تتسرَّب من بين أيادي الناس.
ما زال تقرير مولانا نبيل أديب في لجنة فض الاعتصام في مكانه ولم يتحرَّك التحقيق إلى الآن، كيف ترى أسباب التأخير؟
= أعتقد أن لجنة نبيل أديب، تتعرَّض لضغوط شديدة جداً في أن تصدر بيانها أو تصدر تقريرها، وأن المؤشرات واضحة، وأعتقد أنه لابد من إقامه العدالة الانتقالية بهذا الشأن وأن التسبب بكثرة الشهود هذه إطاله للوقت، والآن مضى على عملها قرابة ألف يوم، ولا يمكن للجنة وضعت لها ثلاثة أشهر، أن تستمر في عملها إلى الأبد ولا يمكن أن تتحوَّل 30 يوماً، إلى 90 يوماً، وليس هنالك أي بادرة في الأفق، يبدو أن هنالك ضغوطاً قوية جداً تمارس عليهم، وأن رئيس اللجنة يعلم مايجري.
= البعض يري بان دماء الشهداء لا بواكي لها وربما ذهبت هدراً ما رايك؟
أبداً، ونحن نرى الدول الأخرى التي قضت على ظاهرة الانقلابات مثل: أمريكا الجنوبية، البرازيل والأرجنتين حتى المتوفين منهم حوكموا بأحكام قضائية قريت على قبورهم، لابد من كلمة الحق ومحاسبة من سفك الدماء الطاهرة، وربنا حرَّم قتل النفس بغير حق، ولا يمكن أن تروح الأرواح هدراً، سيأتي اليوم الذي سينصفوا فيه وتتحقق أهدافهم التي ضحوا من أجلها.
= كيف تفسِّر السياسة الاقتصادية المتوحِّشة التي وصلت إلى مستوى لا يوصف؟
أنا حزين جداً جداً لوضع السودان الاقتصادي، لأن بلادنا مليئة بالثروات في كل المجالات، ولكن التدني الاقتصادي يعود إلى سببين: الرئيس هو الفساد والآخر عدم الوطنية، والوضع الحالي تداعياته واضحة بسبب النظام السابق الذي قضى على الأخضر واليابس، ونجده كذلك قد غيَّر من المعادلة السياسية في البلد بالكامل وأصبح التجار الطفيليين يسيطرون على الاقتصاد والشركات الحكومية، ونحن لا نفهم حتى الآن كم إنتاج السودان من الذهب؟ في ظل الأقوال المتضاربة مابين مائة طن إلى (300) طن، في السنة، ورغم ذلك الخزينة العامة لايدخلها إلا فتات، والذهب يُهرَّب إلى أين؟ وهنالك دولة وجيوش غير متحدة، ومن زاوية أخرى سبب التدني الاقتصادي بسبب روشتة البنك الدولي ورفع الدعم بطريقة أخلت بالعملية الاقتصادية وأرهقت كاهل المواطن بشدة، والسبب الآخر والمهم قيام الانقلاب، ولولاه لدخلت أموال ضخمة، والآن أصبحت الميزانية بلا رصيد، وتم الاتجاه إلى جيوب المواطنين ورفعت سعر الكهرباء (600 %) ووصل الغلاء والتضخم إلى نسبة (62%).
= هل يعاني التجمع الديموقراطي من انقسامات؟
نحن متحدون قوة واحدة وعلى قلب رجل واحد.
//
حسن