فوارق عمرية
ثمَّة فوارق تبدو في الأفق مابين تجربة نهى وشقيقتها الكبرى نانسي عجاج، والفوارق تبدو جلية وواضحة كالشمس في رابعة النهار لا تحتاج لدليل أو برهان. والفوارق التي نعنيها بالطبع ليست فوارق عمرية أو أسرية تتحكَّم فيها مدى متانة الأواصر الإجتماعية.
الصراع
والقضية ليست صراع ما بين (أخت كبرى) و(أخت صغرى)، وإنما الفكرة أبعد من ذلك بكثير، ولا أظن أن المستمع يعنيه في شيء أن يكون الغناء الجاد والجميل من (الصغرى) أو (الكبرى)، فكل الذي يعنينا من يقدِّم طرحاً غنائياً يلامس شغاف القلوب ويدغدغ مكامن الإحساس فينا، بغير ذلك لا نهتم بهكذا صراع فارغ لا يحتوي على أي قيمة جمالية.
رهان الصوت
نانسي فرضت نفسها مطربة كاملة الدسم، كان رهانها أولاً على صوتها الذي يمتاز بخصائص تقع تحت طائلة الندرة، فهو صوت يتمتَّع بخاصيات كثيرة أولها الخيال الكبير والقدرة على التحرُّك في المقامات الموسيقية كافة صعوداً وهبوطاً، فهي يمكن أن تغني في المناطق الغليظة وتؤدي بحيوية أكثر في المناطق الحادة، تلك الخاصيات منحتها أبعاداً خاصة بها فقط.
كفة نانسي
الكفة تميل لصالح نانسي، وهذا القول ليس من عندي أو لموقف شخصي ضد نهى عجاج، التي لا تجمعني بها أدنى صلة لا من قريب أو بعيد، ولكني مستمع عادي أجد امتاعاً أكبر في غنائية نانسي، بينما تجفل آذاني من صوت نهى، وكل منتوجها الغنائي الذي يقع عندي في مرحلة البؤس والهزال والفراغية.