صلاح الدين عووضة يكتب : ظل الروح!!
28 مايو 2022م
وهل للروح ظل؟..
قد يسأل القارئ؛ ونجيب نحن عن سؤاله هذا بسؤال تمهيدي: وهل تحلم؟..
وسوف يقول نعم؛ بكل تأكيد..
وحينها نسأله: إذن مَن يحاورك في أحلامك هذه؟… فأنت لا تحاور نفسك..
فعلى سبيل المثال قد تحلم براكبٍ يجاورك في طائرة..
وتشعر بخوفٍ – جرّاء عاصفة رعدية مفاجئة – من سقوط الطائرة هذه..
وتلتفت إلى جارك هذا مسائلاً إياه: هل سنسقط؟..
وحتى هذه اللحظة فأنت المتملك لكل أحداث حلمك هذا؛ بعقلك الحالم..
بما فيها سؤالك هذا الذي ينبع من خوفك الغريزي..
ولكنك تجهل – قطعاً – ما سيقوله جارك هذا رداً عن سؤالٍ لا تملك إجابته..
فأنت تملك أن تسأل؛ ولكنك لا تملك أن تجيب..
بل قد لا تعلم مَن هو جارك هذا أصلاً؛ إن لم يكن شخصاً تعرفه في حياتك..
وربما يجيبك قائلاً: لا؛ لا تقلق… لن يحدث شيء..
فهذه إجابة خارجة عن ذاتك؛ حتى وإن كانت التي عاشت المنام هذا ذاتك..
وظل الروح هذه لا روح لها..
وإنما تستمد وجودها من روحك؛ تماماً كظلك الذي ما كان سيكون لولاك..
ولكنها تمثل ثنائية معك في سياق ديالكيتك الجدل..
فكل شيء يقوم على الشيء ونقيضه؛ وكل أحدٍ يقوم على الأحد ونقيضه..
والأحد هنا هو أنت نفسك..
ومن ثنائيات الكون الشهيرة الخير والشر… الحسن والقبح… الحق والباطل..
وفي كتاب الله إشارة إلى القرين..
ولكني لا أجزم إن كان القرين هذا ظل الروح؛ أم هو كائن نجهل كنهه..
وحين تقول حادثت نفسي فأنت تحادث ظل روحك..
سواء في صحوتك…. أو في أحلام صحوتك… أو حتى في عز المنام..
وذلك اقتباساً من أغنية (اشتقت ليك)..
وفي أغنية أخرى جاء مقطع (منعوك أهلك… لو هجرك طال أنا بهلك)..
أما المخاطَب فهو (خفيف الروح)..
أما ظل الروح فلا يمتنع عنك… ولا يهجرك… ولا يبالي بك إن هلكت..
المهم؛ أن نفسك لا تسأل وتجيب هي نفسها..
تماماً كما أنك في حلم الطائرة ذاك لا تسأل خائفاً؛ وترد على نفسك مُطمئِناً..
ثم إنك لا تظهر – كذلك – للناس بعد موتك..
فمنهم من يظنك شبحاً… ومنهم من يظنك (بعاتياً)… ومنهم من يظنك شيطاناً..
وإنما الذي يظهر هو ظل روحك..
أو أثر روحك الذي يقوم بمهام الثنائية الجدلية لروحك إلى أن تخرج روحك..
أو الظل الخفي الذي يلازمك كظلك المرئي..
ثم يلعب دور العامل الثالث في منامك؛ بخلاف الشيطان وخالق روحك..
فالرؤية الصالحة من الله..
كما أن الشيطان قد يدخل عليك في أحلامك أيضاً؛ مثل فريدي كروغر..
وكروغر هذا بطل أفلام (كابوس في شارع إيلم)..
أو سلسلة أفلام مستوحاة من قصة حقيقية أضفى عليها خيال هوليوود خيالاً..
يدخل عليك في منامك – ظل روحك – ويجادلك..
فأنت لا تنطق بألسنة شخوصٍ تراها في منامك هذا على ما ينطق به لسانك..
وإلا كنت أنت المخاطِب – بكسر الطاء – والمخاطَب..
وهذا أمرٌ يستحيل – منطقاً – حتى في الأحلام التي تبدو غير ذات منطق..
وعالم النفس فرويد تعب مع الأحلام هذه تعباً شديداً..
وألّف كتاباً ضخماً بعنوان تفسير الأحلام؛ ثم لم يفسر… وإنما زادها غموضاً..
فهو عجز عن فهم بعض ما يرد في أحلام البعض..
بل حتى في أحلامه هو؛ كأن يجادل امرأةً لم يرها في حياته من قبل..
ثم يراها يقظةً بعد حين؛ بشحمها… ولحمها..
بينما الكائن الأُثير لروحه هو الذي تقمص روح امرأةٍ تعرف عليها أثيرياً..
أو تعرف على كائنها الأثيري..
ويقول إنه أخذ يبحث عن حلٍّ لهذه المسألة المنامية العجيبة زمناً طويلاً..
في حين أنّ الحل فيه… ومنه… ومعه..
ويكاد يهمس له – أو لعله فعل ولم يجد روحاً مصدقة – (أنا المطلوب إثباته)..
ظل روحك!!.