محمد علي التوم من الله يكتب: طرفة تحكي عن كيف تقتنع الزوجة
كلام تير
طرفة تحكي عن كيف تقتنع الزوجة
محمد علي التوم من الله
بالأسلوب الطريف الذكي الذي تحاور به أحد الأزواج مع ابنته في مشكلة عائلية تكاد تكون يومية وتحدث في كل بيت، وتدل على أن كثيراً من المشكلات الكبيرة والصغيرة يمكن تجاوزها ببساطة دون انفعالات، ولعلها من أكثر الازمات تشابهاً في الأسر، هي المُتطلبات والاحتياجات اليومية المُلحة من مأكل وتعليم وصحة، فرب الأسرة إن كان حاداً متزمتاً، فإن أقل شرارة مما ذكرنا قد تتسبّب في حريق هائل لاستقرار وتماسك الأسرة، وعلى النقيض إذا كان رب الأسرة واسع الصدر حكيماً، فيمكنه اللعب في دائرة السنتر والمُراوغة في خط ستة، وإحراز اهداف تحقق له الانتصار على كبرى المُشكلات، والطرفة تقول: إن ابنة لرجل من ذوي الدخل المحدود، متوسط الحال وأب لسبعة من العيال أولاد وبنات، كلهم طلبة في مراحل مختلفة من التعليم، لا يكاد يقدر على أن يوفر لهم أهم الضروريات، وابنته هذه في السنة النهائية ثانوي. جاءت البنت لأبيها منذ الصباح الباكر وطلبت منه رسوم الدروس الخُصوُصية (تقوية)، وهي حصص كما نعلم تُساعد المُمتحنين لاجتياز الامتحان في مدرسة خاصة، وتطلب البنت من أبيها زيادة على ذلك في حق المواصلات والفطور، وكما تعلمون كلها باهظة التكاليف، قالت البنت لأبيها: يا أبوي أنا عاوزة القسط الأخير ولازم تزيدني في حق الفطور، لأنّ زميلاتي في المدرسة بدوهن مصاريف كثيرة، إلا أنا يا أبوي!! أطرق الأب رويداً وهو يُفكِّر قبل الرد على ابنته، وكانت الأم (مكوعة) على سريرها في موقع ليس ببعيد تسمع وترى، ابتسم الأب ثم أطلق عبارات مضمخة بالسجع الطريف فقال لابنته مبتسماً: (يا بنتي لو أبوك عندو قروش يحقق ليك بيها كل الأمنيات، كنا نكون ساكنين أسع في مدينة النيل أو المنشية أو العمارات، وكان أمك الشايفاها مكوعة ديك تكون محننة ومجيهة، وفي خدمتها تلات شغالات، واحدة للطبخ والثانية للمراسيل والتالتة للنظافة، وكان قدام بيتنا تكون واقفة أربع عربات، واحدة للعمل، والثانية للمدارس، والتالتة للبيت، والرابعة للمجاملات، وكان أبوك الغلبان ده أسع يكون عنده مصانع وشركات، وبدل الدروس الخُصُوصية دي كنتِ حتقري في أغلى المدارس وما تهمك النتيجة كان حتقري الجامعة في الخارج بالدولارات، ثم اعتدل الأب في جلسته، وهو يُراقب قلق ابنته التي تنتظر المصاريف، وصبر الزوجة التي تستمع لما يدور، بعد أن “انجعصت” في قلب السرير، فلمحها الزوج بأعين فاحصاتٍ، لعلها تنوي التدخُّل بموجب البند السابع للأسر المتحدة، وواصل الأب مُنتهزاً الفرصة قائلاً: أها ونسينا يا بنتي الأهم من ده كله.. يا بنتي، كان حيكون عند أبوك أربع زوجات، كل واحدة عندها فيلا ونفس الامتيازات، وكان حجيت يا بنتي ثماني حجات، وكنت حججت أمك حجتين.!!! هنا تدخّلت الزوجة وقاطعته بابتسامة ماكرة قائلة: وليه انت تحج تمانية وتحججني اتنين يا أبو الوليدات؟! فردّ عليها مُسرعاً: يا مدام انتي ما عندك رياضيات؟ العدالة تقتضي أقسم بيناتكن الحجات، وأخيراً تدخلت الأم وامطرت ابنتها بأعنف العبارات قائلة: يا بت طيري من وش ابوك كدا واللّا كدا، جننتيهو بالطلبات!!!).