مُفاكهات.. الكذب أخطر سمات العصر الحديث
الكذب أخطر سمات العصر الحديث
كيف أصبحت الشاشة الغشّاشة سلاحاً فتّاكاً؟!
كلما أنبت الزمان قناة ركب المرء في القناة سنانا
في العهد الذي كانت فيه السينما تستحوذ على اهتمامات وحب الكثيرين، كان البعض يطلقون عليها عبارة (الشاشة الغشاشة)، ولم تكن شاشات السينما تهدف للغش من أجل الغش، فالتصوير السينمائي تقتضي فنونه خدعة العين والسمع في تصوير المشهد المطلوب كما سردته القصة حتى يعيش المشاهد الدراما بكل انفعالاتها، ثم جاء عهد التلفزيون والموبايل والإنترنت والفضائيات، وأصبحت الشاشات في كل بيت وكل مرفق وكل جيب، وتوسّعت وتطوّرت تطوراً مذهلاً، لذلك أصبحت الشاشة عن جدارة تستحق هذا اللقب، لأنها استغلت هذا الفن المتاح لخير البشرية الى سلاح مضاد من مناحٍ عدة، ولعل وصف المتنبي في بيته تبديل الحال لحال مضاد لخدمة أغراض أخرى والذي يقول فيه: (كلما أنبت الزمان قناة ركب المرء في القناة سنانا) يتناسب ويعبر عن هذه الحالة بالرغم من فارق الزمن، إضافةً لذلك فإن عدة فصائل أخرى استثمرت هذه المُعطيات الفاعلة في أوصال المُجتمعات وأنماط حياة البشر، وأصبح شغلها الشاغل وعملها الرسمي، ففيه مصالحهم وأهدافهم وأمانيهم، وهؤلاء يختلفون في المرامي والأهداف والمُعتقدات والأخلاق والإيمانيات، ولا داعي للتفصيل، فكما يقولون: الجمل حوى بما حمل، وأيضاً يؤثرون تأثيراً فاعلاً بإنتاجهم، فيشترك في كل ذلك صناع التواصل الاجتماعي والفضائيات والصحافة الإلكترونية، وكل ذلك الكم الهائل شكّل بيئة جديدة أهم ما فيها أنها أفرزت مفاهيم جديدة في التعاطي مع المنتج، خبراً او تقريراً او فيلماً او مادة ثقافية علمية أو معلومات ورسائل مُوجّهة وغيرها، كل ذلك ينبني على افتراضين أساسيين هما: الصدق او الكذب. للأسف الشديد فإن الكذب وجد مناخاً صالحاً كي ينمو ويتمدّد في بيئة مُناسبة له جعلت منه سلاحاً لدى البعض لما لتلك المُعطيات التقنية، إذن فالكذب هنا له عدة أوجه وأساليب ومسميات.. فلنربط الأحزمة ريثما تهبط بنا طائرة التحليل والرصد في وادٍ مُدهش وعجيب في عددنا القادم.
ونواصل إن شاء الله.