Site icon صحيفة الصيحة

محمد طلب يكتب: سألتك بالذي ركز الأرض معبد وسووا الناس عليها مقام

محمد طلب

الرحلة من العيلفون إلى أم ضواً بان تستغرق ربع ساعة تقريباً إلا أنها هذا الصباح لم تكن كذلك، رحلت بي واستغرقت حقباً وأزمان وسياسات وعلوم وأشجان، وطفت بأرض الوطن الجريح وأنا استمع للراحل المقيم مصطفى سيد أحمد في رائعة القدال (شليل)…

مصطفى بصوته (النقي) المشحون بالشجن وشئ من (الحزن النبيل) يرحل بك بعيداً ويجعلك (مع الطيور الما بتعرف ليها خرطة ولا في إيدا جواز سفر)….

ربما يجول بخاطر القارئ أن حديثي هنا على شكل (أغاني وأغاني) واسترسال عن الأغاني بطريقة المرحوم المقتدر الجميل المسرحي المتكامل السر قدور ومسرحي هذه تختصر كل تعاريفه…..

وربما تستغربون إن قلت إن حديثي هنا عن (العقيدة) والوحدانية التي جسّدها القدال في المقطع الذي جعلته عنواناً لمقالي هذا “سالتك بالذي ركز الأرض معبد وسووا الناس عليها مقام”، أدعوكم فقط لتأمل هذه الكلمات التي تحمل عشرات المعاني عن العقيدة والتوحيد والعبودية والتسامح والطريق إلى الله وستجدون معاني كثير من الآيات والأحاديث والأقوال والمأثورات لا يسع المجال لذكرها لكنها تدور بذهنكم الآن بلا شك ولا تخفي على فطنتكم…

وحقاً ما يثير الدهشة أن من يكتبون ويلحنون ويغنون هذه الأغاني يقال عنهم شيوعيون وملحدون وعلمانيون وأعداء الدين ووووو لعمري ما كتبه القدال هنا عن الوحدانية بهذا السهل الممتنع لا تسعه المجلدات….

ليتنا  ننتقل بالبرنامج الأشهر (أغاني وأغاني) إلى (أغاني ومعاني) وهذه الصورة موجودة أصلا بالبرنامج لكنها تحتاج لبصيرة المشاهد وليس بصره فقط… والنقلة بصورة أوسع وأدوات أوضح قد تكسب البرنامج زخماً أكبر….

والأغاني السودانية تحمل كنوزاً معرفية وتاريخية وقيم إنسانية ودينية راقية… نتمنى ظهور أغاني وأغاني في المستقبل بثوبٍ جديد يشابه ويواكب الثورة والتغيير… وليته يتناول مثلاً أغاني الراب الثورية في حلقة أو حلقات والمغنيين أمثال (ماو) الذين أصبحت أغانيهم أنشودة الصغار والكبار… لابد من تناول الظواهر الجديدة في أمر الغناء… والتجاهل يُعد خصماً على الارتقاء بالذائقة الفنية، أغنية الراب أصبحت ذات وجود طاغٍ ويجب الانتباه لذلك واستحلف في ذلك الأستاذ مصعب الصاوي بقسم القدال (سألتك بالذي ركز الأرض معبد) إن وصلك حديثي هذا ألا تتجاهله ولا أحسبك ممن يتجاهلون لما تحمل من ذوق وذائقة وروح وفهم راقٍ لحقائق الأشياء ورقائقها.

سلام

سوق أم ضواً بأن

Exit mobile version