رفض تجديد إقامة مسؤولة أممية.. لمن توجه الاصابع؟
الخرطوم: عوضية سليمان. 25 مايو 2022م
أعربت بعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية عن خيبة أملها لرفض السلطات تجديد تأشيرة إقامة مستشارة الأمم المتحدة في السودان، روزاليند مارسدن، وقالت البعثة في بيان صادر عن المتحدِّث الرسمي باسمها “الاثنين” الماضي: إن القرار مُؤسف خاصة بالنظر لطلب السلطات السودانية من (اليونيتامس) وشركائها مؤخراً بتكريس المزيد من الاهتمام لدعم بناء السلام وحشد الموارد للعديد من الأنشطة ذات الأولوية، وأوضحت أن “مارسدن” هي أحد كبار الخبراء الذين عملوا مع فريق الأمم المتحدة في السودان وظلت تعمل وهي أحد كبار مستشاري الأمم المتحدة في السودان منذ يوليو 2021م، وأضافت وبصفتها سابقة الذكر، قدَّمت الدعم لسلسلة من دراسات التقييم المتكاملة حول بناء السلام، والتي تهدف إلى مساعدة وكالات الأمم المتحدة وشركائها على تصميم وتحديد أولويات واحتياجات الدعم على مستوى الولايات وتنفيذ ومراقبة اتفاق جوبا للسلام، وتابعت: وقد كنا في غاية الامتنان للمساهمات التي قدَّمتها السيدة روزاليند، لدعم هذه الأنشطة، نظرًا لمعرفتها العميقة بالسودان والشبكات الدولية الفعَّالة. وهي سفيرة بريطانية سابقة وممثلة خاصة سابقة للاتحاد الأوروبي.
وفي تصريحات سابقة قال المحلِّل السياسي عبد الحليم بشارة: إن روزالبيدا، التي قام السودان بطردها مؤخراً من أراضيه مع التشديد على عدم عودتها مرة أخرى ضمن طاقم بعثة، تنطلق من أجندة خاصة لهذه البعثة الأممية بعيداً عن الأهداف السياسية المعلن عنها الخاصة بالانتقال الديموقراطي ومساعدة السودان لعبور الفترة الانتقالية بأمان، وتساءل بشارة لماذا يتم استغلال جواز الأمم المتحدة لإدخال شخص مثل روزالبيدا، إلى الأراضي السودانية له مشاكل مسبقة مع السودان مالم تكن هنالك أجندة خاصة تتولى تنفيذها؟ ما يؤكد أن بعثة (اليونيتامس) أصبحت مخلب قط للانقضاض على السودان من كل الاتجاهات، وأن البعثة تتدثر وتختفي خلف أهداف الأممية، وفي نفس الوقت تتولى تنفيذ أجندة خاصة بعيدة للغاية عن وظيفتها السياسية، وأشار إلى أن توقيت طرد المساعدة الأساسية لفولكر، يطرح تساؤلات عديدة وكل سؤال يطرح تتولَّد منه عدة أسئلة أخرى في ظل الاحتقان القبلي الذي يشهده السودان في كردفان ودارفور.
من جانبه قال الخبير الاستراتيجي د. محي الدين محمد: إن مهمة (اليونيتامس) الأساسية هي مساعدة السودانيين في عملية الانتقال الديموقراطي، ولكن أصبحت البعثة في المشهد السوداني كأنها جزء منه، وقال: إن البعثة لم تفعل شيئاً وقصَّرت في مهامها واتخذت موقفاً متماهياً مع الحرية والتغيير في عملية الحوار، وحتى في حالة الاستقرار التي كانت تعيشها البلاد، وقال: لم تنجز شيئاً ولم تحشد الدعم لعملية الانتقال والترتيب للتحوُّل الديموقراطي، وخرج ضدها قطاع كبير من الشعب السوداني في مظاهرات، مؤكداً أن البعثة غير محايدة والموقف ضدها ليس من المكوِّن العسكري وحده، بل هنالك قوى سياسية لديها مواقف ضد البعثة الأممية، موضحاً أن الإقصاء زاد من أمد وأجل الفترة الانتقالية، وقال: إن ما تقوم به الحكومة الآن هو تصحيح مسار بعثة (يونيتامس) وتغيير لطريقة تعاطي فولكر، مع الأحداث، وأوضح أن عدداً من كوادر الحرية والتغيير والحكومة السابقة يعملون داخل البعثة، وظهر ذلك في تقرير البعثة غير الموضوعي.
وفي ذات السياق قال الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني، شريف محمد لـ(الصيحة): إن البعثة قابلت عدداً كبيراً من قطاعات الشعب السوداني حتى الإدارات الأهلية والطرق الصوفية ومنظمات المجتمع الدولي والنساء والشباب للتعبير عن رؤيتهم في حل الأزمة السودانية واستعادة مسار التحوُّل الديموقراطي، وأضاف: انعدم التجديد لمستشارة الأمم المتحدة في السودان، روزاليند مارسدن، وطرد البعثة أن حدث سيدخل البلاد في مأزق كبير ويدخل السودان في عزلة دولية، وقال: نحن في حزب المؤتمر السوداني راضون عن عمل البعثة، لأنها أتت لمساعدة الشعب السوداني.
وفي ذات السياق قال المحلِّل السياسي عبد الله آدم الخاطر لـ(الصيحة): إن السفيرة معروفة وكان لها صلة قوية بالمجتمعات السودانية ودائماً ما تسند القضايا السودانية، وأضاف في حديثه لـ(الصيحة): كان لها دور ومساهمة كبيرة في حل قضايا الحكومات السودانية وحل قضايا الحركات المسلحة، وقال: إن عدم التجديد لها يحمل إشارة سالبة أن السودان ما يزال في المربع الأول في علاقته المتردية مع المجتمع الدولي، وبكل تأكيد ماحدث ليس في صالح التحوُّل الديموقراطي ولا في صالح علاقاته الخارجية.