الخبير الاقتصادي لؤي عبد المنعم لـ(الصيحة) (2-2): الحلول والمقترحات التي قدَّمناها ذهبت أدارج الرياح
إذا أردنا أن ننهض فلننهض جميعاً ضد الاستعمار وأذياله ومن يتدخَّل في الشأن الداخلي
أخشى حدوث مجازر تؤدي لموت الكثيرين بسبب النهب والفوضى العارمة
نسمو فوق الخلافات ونترفَّع عن الإساءات وشيطنة الآخر
حوار : سارة إبراهيم. 25 مايو 2022م
يشهد السودان تراجعاً وعدم تطوُّر وترهُّل في الخدمة المدنية وبطء في الإجراءات، وتعثُّر في الاستثمارات، فضلاً عن التدهور المالي الذي أدى إلى تشوُّهات اقتصادية فاقمت معاناة المواطن السوداني، إضافة إلى الأطماع والتدخُّل الخارجي الذي يسعى للنيل من ثروات البلاد المتباينة، لذا تعاني المؤسسات الاقتصادية في البلاد من الاختراق الخارجي نوعاً من الاستثمار الجديد، وللأسف فإن البعض من ضعاف النفوس من المكوِّنات السياسية والنخب المختلفة يسعدون في هذا الجرم في إطار تحقيق المصالح الشخصية في ظل انعدام التوافق الوطني والحوار والتسامح والتحلي بالقيم الوطنية من أجل انتشال البلاد من هذا الوضع الاقتصادى والسياسي والاجتماعي الذي أسهمت فيه قوى العمالة والارتزاق. (الصحيفة) جلست إلى الخبير المصرفي د. لؤي عبدالمنعم محمد، ليحدِّثنا عن جملة من القضايا أسهمت في تخلُّف السودان سياسياً واجتماعياً وأثَّرت بدورها على الوضع الاقتصادي الراهن.. فإلى الجزء الثاني من الحوار .
** حديثك يّنُم عن مخاوف من وضع السودان الحالي؟
من خلال هذه السانحة أطالب القائمين على أمر السودان اللحاق به قبل الوصول لحالة التشرذم، بل أخشى حدوث مجازر تؤدي لموت الكثيرين بسبب النهب والفوضى العارمة .
غير حريصين على إرجاع السودان لما كان عليه، إنما حريصون لحفظ البلاد من الأسباب التي تؤدي للموت، كما حدث في رواندا وبورندي، وأتمنى أن لا يأتي هذا اليوم علينا .
ما هو دوركم، خبراء ونخب ومثقفون في وضع رؤى ومناهج علمية تخرج البلاد من الوضع الحالي؟
لابد أن نسعى لوضع النقاط على الحروف، ويكون لنا موقف فيما يحدث من الاقتتال اللفظي والشيطنة والتجريم التي تؤدي إلى اللا تلاقي واللا حوار وبدون حوار وتلاقي لا نتقدَّم خطوة إلى الأمام، حيث أن مسألة الحوار وقبول الطرف الآخر نحن مطالبين به، قوى سياسية وخبراء ونخب من خلال مسؤوليتنا التاريخية أمام الله تعالى والشعب السوداني، لجهة أن نتقبَّل الرأي الآخر ونسمو فوق الخلافات بجانب الترفُّع عن الإساءات وشيطنة الآخر ونمد أيدينا لبعض مشرعة مهما كانت النتائج ومهما كان فعل الطرف الآخر وأحكمهم الذي يبدأ بالسلام، ويقول الله تعالى (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) علينا أن نمد أيدينا للطرف الآخر ولانبادلهم خطاب الكراهية والشيطنة بخطاب مماثل له حتى لا ننحرف للوصول للحالة الليبية .
هناك مجموعة من الخبراء الاقتصاديين ناقشوا قضايا تخلُّف السودان وتمَّ الخروج بتوصيات لماذا لم يتم تنفيذها؟
نعم، قدَّمنا مصفوفة حلول ومقترحات من أجل نهضة وتقدُّم السودان واقتصاده، إلا أنه للأسف كل ما قُدِّم ذهب أدراج الرياح بسبب النظرة الضيِّقة للمسؤولين بتطبيق ما ينسجم مع مصلحتهم الشخصية ونعكس ذلك على الأداء، وأخرجت المقترحات من مضمونها، بجانب أن المصالح الضيِّقة ستذهب خارج السلطة إذا ما اتحدنا جميعاً والعمل على تحكيم مصلحة الوطن وألا سيظل الانتهازيون وتجار الحروب هم المستفيدون من النزاعات وهم على رأس القرار بالاستفادة من هذه التناقضات .
هل توجِّه اتهامك لجهة ما، لعبت دوراً في التراجع والتخلُّف الذي وصل إليه السودان ؟
إنني لا أوجه الاتهام لجهة ما، إنما لكل شخص في موضع المسؤولية وينظر لمعاناة الشعب السوداني لا يتخذ أي قرار للحد من هذه المعاناة والعمل على معالجتها، وفي الجانب الآخر كل من ينظر للخلاف بين المكوِّنات السياسية ولا ينظر إلى خطوة توفيقية هو المستفيد من هذا الخلاف، وبالتالي أننا لا نخون ولا نتهم وندعو الجميع للتعاون والتكاتف ومد أيدينا من أجل الوطن في خطاب لكل المكوِّنات في البلاد، إذا أردنا أن ننهض فلننهض جميعاً ضد الاستعمار وأذياله و من يتدخَّل في الشأن الداخلي السوداني ونتفق من أجل وطن يسع الجميع .