قطاع الألبان معلومات صادمة إضافة (العطرون والباكنج بودر) للحليب لهذه الأسباب
عرض: أم بلة النور 24 مايو 2022م
شهدت أسعار الألبان خلال اليومين الماضيين ارتفاعاً ملحوظاً، فضلاً عن وجود ندرة بالمنتج، بالإضافة للكثير من الإشكالات التي تواجه هذا القطاع .
ندرة وارتفاع
شكا عدد من المواطنين من ندرة وارتفاع في أسعار الحليب، بالبقالات ولا يتوفر إلا في الصباح الباكر، ولا يتم الحصول عليه عند السابعة صباحاً، نتيجة للكميات القليلة التي تأتي من الموزعين، وارتفع سعر رطل الحليب إلى (250) جنيهاً، بدلاً من (200) جنيه، ومن المتوقع ارتفاعه خلال نهاية الأسبوع . وقال عدد من المواطنين: إن الموزعين عبر عربات “الكارو” أصبحوا غير قادرين على تلبية طلبات المواطنين والمتوفر لا يكفي حتى الزبائن المعتمدين، ويرفضون بيعه لغيرهم، ما يجعله في ندرة لا يتحصًّل عليه المواطن حتى وأن امتلك ثمنه .
صغار موزعين
وفي حديثه لـ(الصيحة) قال العم عوض -الذي يعمل في توزيع الحليب عبر الأحياء مستغلاً عربته التقليدية ” الكارو” مستخدماً صافرة تنبِّه زبائنه بقدومه -: إنه يعمل في هذا المجال منذ أكثر من عشر سنوات، مؤكداً وجود زيادة في أسعار الألبان، وكان سعر “التُمنة” خلال الأسبوع الماضي (1200) جنيه، الآن أصبحت (1500) جنيه، ومتوقع أن تصل إلى (1800) جنيه، وأرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، فضلاً عن ارتفاع تكلفة الترحيل، وأشار إلى أنه توقف عن بيع الحليب للمارة حتى يتمكَّن من توفيره للزبائن المعتمدين مع تقليل كمياتهم حتى يستطيع تغطية جميع الزبائن وأصحاب البقالات .
ومن جانبه قال فضل عبيد، صاحب بقالة: إن هناك ارتفاع في تكلفة توفيره للمواطن، وقال: ” شغل اللبن بقى مابغطي” وأرجع ذلك لارتفاع أسعار غاز الطهي، بالإضافة للكميات القليلة التي تأتي ونقوم بتوفيره فقط، من أجل المواطن وليس للحصول على أرباح .
موسم الندرة
بينما كشف حامد علي، أحد الموزعين المعتمدين الذين يعملون على توزيع الألبان بأم درمان عن الأسباب الحقيقية لارتفاع الأسعار، والتي تعود إلى اقتراب فصل الخريف والذي يعد فصل تزاوج الأبقار، وبالتالي يتوقف ضرعها عن إدرار اللبن، وهي من الأسباب الرئيسة وراء الندرة والارتفاع في الأسعار وهي الفترة من الأول من مايو وحتى نهاية يوليو، يقل فيها إنتاج الحليب، وهذه الفترة يدخل صغار الموزعين في خسائر كبيرة نتيجة إلى التزامه تجاه زبائنه ما يسمى بالربط، بينما يدخل المنتجون وكبار الموزعين في أرباح طائلة نتيجة لاستغلال موزعي الأحياء والمحلات التجارية وأصحاب الربط لأنهم ملزمون بتوفيره عبر الوسطاء ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلعة ودخولهم في خسائر.
حسب الجودة
وكشف الموزع حامد، أن أسعار الحليب تأتي حسب جودته، والمنطقة القادم منها، فكلما كانت منطقة الإنتاج قريبة كلما ارتفعت جودته، إذ أنه يصل المواطن بصورة أسرع، وكلما ابتعدت المسافة قلت الجودة وقد يتعرَّض للتلف خلال النقل، وأضاف أنهم في منطقة أم درمان الكبرى يفضِّلون المنتج القادم من شرق النيل .
مراحل الغلاء
وقال: إن الألبان عندما تصل التاجر تمر بثلاث مراحل، المرحلة الأولى هناك تاجر يشتري من “الزرائب “،
أي من المنتج مباشرة بسعر لا يتجاوز (700) أو (900) جنيه ” للتمنة”، تأتي المرحلة الثانية هي تاجر التوزيع ويقوم ببيعه بسعر مختلف بعد أن يضع تكلفة الترحيل ليصل السعر ما بين (1000) أو (1200) أو (1300) حسب جودة اللبن، كما ذكرت آنفاً ومن ثم يتم إدخاله عمليات التبريد خاصة باللبن بدرجة حرارة معيَّنة أو يتبرَّد عن طريق الثلج في براميل ألمونيوم تُخزَّن فيها الألبان وإغلاقها إغلاق مُحكم ووضع الثتلج بالخارج وتتم عملية التبريد مباشرة. ليكون جاهزاً ومبرَّداً ويوزع للمواطن .
وتوضع الأسعار حسب عمليات الشراء، إذا كانت التمنة بمبلغ (1300) من الموزع يتم بيعها (1500) في أوقات الندرة و (1400) في أوقات الوفرة نسبة لوجود تنافس بين التجار.
حالات غش
وذكر موزع آخر، فضَّل حجب اسمه، أن هناك حالات غش من بعض ضعاف النفوس، ويتم إضافة الكربونات مثل: “العطرون” على الحليب حتى لا يتغيَّر طعمه خاصة الحليب القادم من أماكن بعيدة وتعرَّض لسوء تخزين وترحيل، وهذا النوع يمكن معرفته من خلال درجات الحرارة، إذ أنه سريع الغليان، فكلما تعرَّض لفترة أطول على النار كل ما كان خالياً من تلك المادة وأن كان طازجاً، فضلاً عن إضافة “الباكنج باودر”، أيضاً للمحافظة عليه من التلف عندما يكون قد تعرَّض لفترة تخزين أطول ويمكن معرفته من خلال وجود فقاعات على سطح الحليب، وهذه المادة تستخدم عندما تتغيَّر رائحة الحليب وتمكنه من الوصول للمواطن حتى يتم غليه إلا أنه سريع التلف عندما يكون خارج الثلاجة