تعطيل أجواء التفاوض.. صراعات داخلية أم عوامل خارجية؟
الخرطوم: عوضية سليمان 24 مايو 2022م
انتقد حزب الأمة القومي ما جرى من اعتقالات لقيادات الحزب الشيوعي، وقال: إنها خطوة سوف تؤثر على أجواء المفاوضات التي تجريها الآلية الثلاثية ولم يستبعد الأمة بأن تكون هنالك جهات ما، ترغب في تعطيل الحوار وتعكير صفو أجواء المفاوضات، ووصف الأمة الأمر بغير المقبول لجهة أن الجميع يبحث عن حل يطفئ به نيران الأزمة السياسية.
ولكن ما هي تلك الجهات التي قصدها حزب الأمة حينما أشار إليها صراحة، وقال إنها تقف ضد إنجاح الحوار؟.
العصا من النص
المحلِّل السياسي عبد الرحمن أبو خريس، رداً على حديث الأمة، تساءل عن علاقة المعتقلين الشيوعيين بالآلية الثلاثية والحزب الشيوعي يرفضها في الأصل، وأردف بأن حزب الأمة ليس له علاقة بالشيوعيين واعتقالهم، وقال في حديثه لـ(الصيحة): حزب الأمة يقصد أن هنالك جهات تسعى لتعطيل فولكر، وكشف أبو خريس، عن وجود صراعات داخلية حول عمل الآلية الثلاثية أثرت تأثيراً مباشراً على عملها، وأضاف بقوله: نجد أن بعض الإسلاميين لهم رأي في ما تقوم به الآلية الثلاثية ويعتبرونه تدخلاً في السيادة، وأضاف: إن حزب الأمة حينما جاء بمثل هذه التصريحات لأنه رافض الدولة العميقة، وقال: إن حزب الأمة قام بعمل يخدم قضاياه لذلك أصبح الآن محرج جداً إذا ذهب وجلس مع فولكر، لوحده، لأن قوى الحرية والتغيير ستوجه له اتهام الخائن وفي نفس الوقت يريد أن يمسك (العصا من النص) بمعنى أنه يرفض الجلوس مع الإسلاميين ويكسب فولكر، موضحاً أن موقفه في الوسط وهذا حال حزب الأمة – على حد قوله، لذلك جاء تصريحه يوضح بأنه لا ضد فولكر، ولا مع الإسلاميين، وأردف: إذا كان لديه مبدأ ويهتم بالشأن الداخلي كان عليه الوقوف مع الإسلاميين، وأشار إلى أن موقفه ضبابي ويدل على عدم رؤية واضحة بدليل أنه لا يستطيع الوقوف مع الحرية والتغيير بشكل كامل ولا يستطيع أن يدعم فولكر، بشكل واضح.
وضعية متأزمة
وقال أبو خريس: إن وضعية حزب الأمة وضعية متأزمة ووضعية غير متفقة مع الرأي العام.
من جانبه قال المحلِّل السياسي الرشيد أبو شامة: اتضح بأن هنالك جهات تسعى إلى تعطيل سير التفاوض كالحزب الشيوعي أو البعض في الجانب العسكري في السلطة، وأوضح أن تلك الجهات تقف ضد مبادرة فولكر، وهي ممثلة في فلول النظام البائد، وأشار أبو شامة إلى أن نجاح المبادرة سيقود إلى حكومة مدنية برئاسة رئيس وزراء قوي، وستكتمل كل مؤسسات الحكومة وسيؤدي هذ إلى انفتاح السودان من جديد نحو الغرب، وهذا النجاح لن يكون في صالحهم، لهذا يرفضون الحوار الذي سيفضي إلى اتفاق وإلى حل للأزمة السياسية.
وأوضح أن هنالك أطرافاً أخرى – أيضاً- ترفض الحوار وهي تلك التي ترتبط مصالحها بالوضع الحالي وستخسر تلك المصالح في حال نجح الحوار في طي الخلافات.
المحلِّل السياسي عمار شليعة، قال لـ(الصيحة): إن أيِّ طرف يرفض الحوار فإنه يرفض استقرار السودان، وأوضح أن كل السياسيين في السودان حريصون في الوصول إلى حل للأزمة الحالية.
وأضاف قائلاً: قد تختلف رؤية الأحزاب في طرق الحوار وآلياته ونتائجه لكنهم متفقون جميعاً في أهمية الحوار.
وحول اتهامات حزب الأمة بوجود جهات تعطِّل أجواء المفاوضات، قال: إن حزب الأمة يقصد وجود قوى خارجية تقف ضد مبادرة فولكر، وتسعى لعدم استمرار ونجاح تفاوض فولكر، وأشار إلى وجود صراع محتدم في هذه القضية مابين الذين يؤيدون المبادرة الأممية وبين الذين يرفضونها مع وضع السودان المتأزم سياسياً، مؤكداً عدم جاهزية أمريكا للتدخل في الوضع في السودان لوجود ملفات تعمل عليها أمريكا ولهذا أوفدت فولكر، لإيجاد حل وسط، مشيراً إلى أن حزب الأمة يقصد من اتهامه بوجود جهات تسعى لتعطيل التفاوض والإشارة إلى مواقف دولية إقليمية.