اقتراب فترة انتهاء عملها “يونيتامس” في مُفترق طرق.. بين التجديد وإنهاء التكليف
الخرطوم: الطيب محمد خير. 23مايو 2022م
بدأت الأصوات ترتفع مع اقتراب انتهاء فترة البعثة الأممية بالسودان “يونيتامس” الشهر المقبل (يونيو) والمُطالبة بإنهاء عملها وعدم التجديد لها، بعد اتهامها بتعميق الخلاف بين مُكوِّنات الفترة الانتقالية، وطالب مندوب السودان السابق بالأمم المتحدة السفير سراج الدين حامد بعدم التجديد للبعثة الأممية واتّهمها بالتدخل في صميم السلطات الداخلية، عازياً مخالفة أحكام المادة 2 الفقرة 7 من ميثاق الأمم المتحدة. وقال السفير سراج الدين ان الحكومة غير قادرة على الحديث حول وضعية البعثة خوفاً من أمريكا وحليفها الاتحاد الأوروبي، ونصح بأن تذهب ما وصفه بالشخصيات النافذة للتحدث مع السفير الروسي في شأن إنهاء عمل البعثة بالسودان.
وكانت الحكومة قد جهرت بعدم رضائها عن أداء البعثة ورئيسها فولكر في مؤتمر صحفي على لسان وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق، الذي اتهم البعثة بالتدخل في الشوؤن الداخلية للبلاد، وانحيازه لبعض القوى السياسية، وعدم التعامل مع القوى السياسية الأخرى، بجانب عجزها عن الإيفاء بالتزاماتها بما فيها تسهيل بناء السلام والمُساعدة في توفير مطلوبات الانتقال السياسي وحشد الموارد اللازمة. وقال الصادق إن السودان ومنذ إنشاء البعثة حصل فقط على مبلغ 400 مليون دولار، منها 200 مليون دولار ضمن مشروع برنامج (ثمرات) لدعم الأسر الفقيرة.
وكانت قوى الحرية والتغيير، نهاية أبريل الماضي، قد اتّهمت وكيل وزارة الخارجية المكلف نادر الطيب يوسف بتقديم طلب لوكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية خلال زيارته نيويورك بتخفيض تكليف بعثة “يونيتامس” وإلغاء دعم التحول الديمقراطي ومراقبة أوضاع حقوق الإنسان وحصر دور البعثة على التحضير للانتخابات والدعم الاقتصادي، واعتبرت قوى الحرية والتغيير طلب التخفيض، محاولة لوأد العملية السياسية المطروحة من جانب بعثة “يونيتامس” لحل الأزمة السياسية في السودان من خلال تخفيض دور البعثة السياسي، فيما سارعت وزارة الخارجية بتكذيب الخبر ونفت مطالبتها بتخفيض البعثة.
جدلية القبول والرفض
في مقابل جدلية القبول والرفض للتجديد التي برزت بقُوة في هذا التوقيت مع اقتراب انتهاء فترة عمل “يونيتامس”، توقّع مراقبون قبول الحكومة للتجديد بشروط جديدة، واستبعدوا أن تقدم الحكومة على إنهاء تفويض البعثة تجنباً للدخول في مواجهة مع المجتمع الدولي والقوى الدولية الأممية، على الرغم من عدم رضائها عن أداء بعثة الأمم المتحدة.
بعثة سياسية
قال السفير الخبير الدبلوماسي د. الرشيد أبو شامة، إن بعثة “يونتيامس” أشبه بـ”يوناميد” في دارفور رغم رفض حكومة البشير لها، إلا أنه ظل يجدد لبقائها في السودان كل عام من قِبل مجلس الأمن، والآن رغم أن “يونيتامس” جاءت بطلب من حكومة الوزراء حمدوك المُستقيل وصدر قرار تأسيسها من مجلس الأمن تحت الفصل السادس، إلا أنّ الحكومة أصبحت غير مرتاحة لوجودها ولا ترغب تدخُّلها في الشأن السياسي، رغم أنه إحدى مهامها كبعثة سياسية في المقام الأول، وتريد أن تقتصر مهامها في توفير المساعدة وحشد الموارد اللازمة لها، واضاف السفير أبو شامة، القضية المهمة التي تواجه البعثة الأممية الآن هي مقدرتها ونجاحها في الفترة القصيرة المُتبقية لها هو نجاحها في التوصُّل إلى حلٍّ سياسي للأزمة السياسية، وتشكيل حكومة مدنية كواحدة من المَهام الرئيسيّة المطلوب منها القيام بها، بجانب تقوية ودعم الفترة الانتقالية، وهذا لا يتأتى لها في هذه الفترة القصيرة المتبقية لنهاية الفترة أن تحصل على تأييد أقل شيء (60 %) من قِبل القوى السياسية لتنجز مهمة تشكيل الحكومة، ولكن إذا فشلت يكون المكون العسكري في السلطة قد وجد فرصة تحقيق مراميه وسيعمد للمطالبة بتقليص مهام البعثة في الفترة المقبلة والمطالبة بالتجديد لها بصلاحيات أقل وعدم تدخُّلها في الشأن السياسي من خلال المطالبة بسحب فقرة الإشراف على الحوار السياسي من مهام البعثة الأممية وتعديل تفويضه ويبقى الأهم مقدرة “يونيتامس” على تشكيل حكومة.
وقال د. أبو شامة في مقدور السودان أن يقول إنه لا يرغب في التجديد للبعثة، لأنها جاءت بطلب منه، لكن هذا قد يدخله في مواجهة مع المجتمع الدولي، وبالتالي أفضل للسودان أن يطالب بتقليص مهامها مُستغلاً فشلها في تكوين حكومة.