23مايو2022م
زار الأسبوع الماضي، السيد مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان، قيادة مناوي، ولاية شرق دارفور، ووجد استقبالاً منقطع النظير برفقة الدكتور محمد عيسى عليو نائب الحاكم ووالي شرق دارفور الأسبق، وتفقّد عدداً من المرافق، متبرعاً لهم بالمليارات.
وبحسب الناشط عثمان النجيمي أحد أبناء شرق دارفور الحاضرين في السوشيال ميديا، فإن تكلفة الاستقبال أكثر ممّا تبرع به الحاكم، والنجيمي قد يكون حسب الضيافة والخيل والحشود ولم يحسب الطائرات والتكلفة الأمنية والإعلامية والوقود، والوفد المرافق للحاكم يعلم أن ولاية شرق دارفور في حاجة ماسة للبنية التحتية خاصة الطرق والكهرباء والمياه وأساسيات الحياة الأخرى، فالضعين ليس لها طريق يربطها مع العاصمة الخرطوم أو نيالا أهم مدن الإقليم، وكذلك جسور بحر العرب الرابطة مع دولة جنوب السودان، والطرق الداخلية لحاضرة الولاية، والحاكم وصل في يوم ماطر، وشاهد الوضع بياناً بالعمل.
وشرق دارفور ولايةٌ غنيّةٌ بمواردها، ولديها أكبر احتياطي نفطي وثروة حيوانية وزراعية، إلا أنّها تعيش عصر التخلُّف التنموي. وأنهى الحاكم زيارته ولم يفتتح مشروعاً أو مرفقاً، ثم توجّه إلى محلية عديلة التي قضى ليلته فيها، وبحسب حديثه، فقد تم تقديم عروض تراثية له، وأكيد استمتع برقصات الكدنداية والمندوؤس والطمبور والتوية والحجوري والشعر، وأكيد مناوي ما قصّر معاهم في الونسة والذكريات، فهو شخصية مرحة وسريع التداخل ويتمتّع بالبساطة، إلا أنه قصّر مع ناس عديلة، حيث تبرع بخمسة وعشرين جوال سكر لكل من الفرسان والمرأة والشباب، وعندما سألت إحداهن حق الصابون، قال لهم خمسة خمسة، ما معروف خمسة آلاف واللّا خمسة صابونات. وعديلة محلية مقاتلة قدّمت المئات من أبنائها لأجل قضايا مختلفة آمنوا بها، وكان لحركة مناوي نصيبٌ كبيرٌ من الشهداء، وكان الواجب على مناوي ذكرهم أو تكريمهم أو زيارة أسرهم، وإذا شيّد مرفقاً سيكون باقياً في عديلة أمد الدهر وعندها نقول لزملاؤنا عبد الله إسحق وعبد الرحمن العاجب وحاتم مختار، “ديك المدرسة البناها ليكم مناوي أو مركز صحي عليو”، وأمهات الشهداء ينتظرن صهاريج المياه في أبو كارنكا والطوطحانة والقورة وشويشة. وأبرز الشهداء من حركة مناوي كانوا من عديلة، على رأسهم قائد المدفعية القائد هاجر أمبدي إبراهيم والقادة فتحي الزنجي وياسر أبو الحسن وحمادة مستور وحماد مرمي ويوسف مستور وصديق دياب، ومن أبو كارنكا عيسى إسحق محمد نيل والصادق أزرق محمد نيل وهلال كباشي محمد نيل وآخرون كثر لا يسع المجال لذكرهم، فكان لزاماً على مناوي أن يكون أكثر وفاءً معهم، فهذا تبرع لا يتعدى أربعة آلاف دولار، إذا رفع أي من أعيان المعاليا سماعة الهاتف لأصغر أبنائهم في أمريكا أيمن فرحنا أو المهندس عيسى إيدام أو غيرهم سيدفعونها من غير سؤال.. عموماً اعتبروا زيارة مناوي اجتماعية وترفيهية وليست تنموية أو سياسية.