الاقتصادي د.هيثم محمد في قراءات اقتصادية .. غياب المناخ الاستثماري واحد من الأزمات التي ضربت الاقتصاد
لابد من إنشاء أجهزة إنذار مبكِّر للتنبؤ بكوارث المجاعات
مازال الوضع المعيشي للمواطن يتأزم يوماً بعد يوم، في ظل غياب حكومة تدير أمر البلاد، وحمَّل الخبير الاقتصادي د. هيثم محمد، القائمين على أمر البلاد ما آلت آليه الأوضاع الحالية، وقال لـ(الصيحة): إن المشكلة الكبرى تكمن في سوء التخطيط والإدارة وعدم القدرة على ابتداع حلول وانعدام الخبرة للقيادة الحالية على المستوى السيادي والتنفيذي.
وقال: التحدي الحقيقي والأخطر على الاستقرار في السودان هو الوضع الاقتصادي. وأصبحت هناك حاجة لرؤية جديدة للتنمية، مدعومة بتسهيلات المجتمع الدولي في إعفاء الديون وتقديم القروض، وغيرها، ولكن هذه التسهيلات تظل بحاجة إلى أرضية اقتصادية راسخة لم تتوفر في السودان بسبب النزاعات، ما أحدث تشوُّهات هيكلية في الاقتصاد أدت إلى اختلال التوازن في مؤشرات الاقتصاد الكلي، وانعكس على مجمل أداء القطاعات الإنتاجية والخدمية، فتضافرت مع عدم الاستقرار السياسي، وأدت إلى تراجع معدَّلات الناتج المحلي الإجمالي، إذ لم يستفد السودان من موارده الطبيعية والبشرية واستغلالها في النمو الاقتصادي.
ضرب الاقتصاد
وأشار هيثم، إلى غياب المناخ الجيِّد للاستثمار من أهم الأزمات التي ضربت الاقتصاد السوداني، بجانب الارتفاع المستمر في سعر الدولار أمام الجنيه السوداني في الفترة الأخيرة، ومن أهم الأسباب التي أدت إلى تراجع الاقتصاد السوداني، ما تسبب في انسحاب عدد كبير من المستثمرين الوطنيين والأجانب .
نقص الغذاء
ويواصل هيثم، حديثه عن مشكلة نقص الغذاء التي تعتبر تحدياً حقيقيًا لعدة بلدان بالعالم ليس السودان فحسب، بسبب التغيُّرات المناخية والنزاعات الدولية الحالية والتي قبلها والهجرات من القرى والريف للمدن وإهمال الريف ومناطق الإنتاج عموماً، فالآن التحذيرات علت صوتها وأصبحت واقعاً معيشاً في بعض مناطق السودان بسبب انخفاض الإنتاج الزراعي للمحاصيل الزراعية ومنها الحبوب الغذائية.
عقبات الموسم
وأشار إلى التردي الاقتصادي وانخفاض سعر الصرف وعقبات تواجه الموسم الزراعي وتدني الإنتاج بسبب التكلفة العالية.
وكذلك المشكلات التي يعاني منها القطاع الزراعي برمته ما أدى لتصاعد تكاليف الإنتاج وارتفاع أسعار الحبوب المنتجة محلياً بسبب الانخفاض الكبير في قیمة العملة المحلیة، والتي لا تزال تفقد قيمتها في السوق الموازیة، ونقص الوقود وارتفاع أسعار المدخلات الزراعیة، ما أدى إلى تضخم تكالیف الإنتاج والنقل، ما يجعل توفر المحاصيل في الأسواق ضعيفاً بسبب التخزين.
مخزون استراتيجي
وشدَّد على ضرورة إنشاء أجهزة إنذار مبكِّر للتنبؤ بكوارث المجاعات, وتوفير مخزون استراتيجي من الحبوب وتنمية المناطق المعرَّضة لكوارث الجفاف والمجاعات بتوجيه الاستثمار وتوفير فرص العمل, وتحسين أوضاع النازحين بالتخطيط وتوفير الخدمات وتشجيع برامج الأسر المنتجة والجمعيات التعاونية الإنتاجية.