21 مايو 2022م
استطاعت أعمال محمد نعيم، أن تجيب على هذا السؤال بنعم، وأكدت أن الشعب السوداني يحب الدراما السودانية ويتفاعل معها ودونكم سلسلة “متاعب” وأفلام مثل: “الشبح والمجنون”. الثالثة جبهة تسويق الدراما التلفزيونية السودانية ونعتقد أن أعمال محمد نعيم -أيضاً- إجابة على هذا السؤال بنعم، فقد قُدِّمت الكثير من أعماله فى تلفزيونات دول مثل: أريتريا وجيبوتي وتشاد. هذا إضافة لتلبيتها للاحتياج المحلى وبجدارة.
أما فيما يخص المسرح فيكفي أن أشير إلى ما أثاره عرضه المسرحي ” المدرسة المختلطة” وعرضه المسرحي ” دش ملك” من حوارات ونقاشات.
لا يفتوني وأنا أطرح هذه الأفكار العامة حول واحد من أهم صُنَّاع الدراما السودانية مسرحاً وتلفزيوناً أن أتوقف ولو عابراً عند بعض أعماله التي تركت أثراً كبيراً وأثارت نقاشاً عميقاً، وأذكر هنا “البيت المسكون” في سلسلة “متاعب” أو حلقة الفتاة التي تقف أمام مقابر أحمد شرفي، ويقف لها أحد المارة لتركب معه في عربته ليكتشف بعد ذلك أنها متوفية منذ سنوات، وأن من ركبت معه ما هي إلا روحها، هذان العرضان أثارا رعباً كثيراً لدرجة أن طالب البعض إدارة التلفزيون بعدم بث هذا النوع من الأعمال. أيضاً عرض “الجدادة” في سلسلة “متاعب”، ذلك العرض الذي أبدع فيه الطيب شعراوي، مصطفى الخليفة، أمير عبدالله، عبدالمنعم عثمان، سيد أحمد الحسن وإقبال. ميزة هذه الأعمال وغيرها أنها إضافة لحمولتها الكوميدية قد عبَّرت عن أفكار فلسفية واجتماعية وسياسية شائكة. نستطيع القول: إن محمد نعيم، هو أول مخرج استخدم ما يعرف بالخدع السينمائية، وأنه أول من جعل الرصاصة تنطلق من البندقية وغير هذا من الخدع التي تعتبر جديدة على الدراما التلفزيونية السودانية. أيضاً يرجع له الفضل في أنه من الجذريين في أن تخرج الكاميرا من الاستديوهات إلى الفضاءات الفسيحة وقد يعود هذا ربما لثقافته السينمائية التي لا تخفى على كل من عرفه.
قدَّم محمد نعيم سعد، المولود في مايو 1955م، وخريج المعهد العالي للموسيقى والمسرح في 1989م.
في المسرح
“المدرسة المختلطة” تأليف، تمثيل وإخراج “دش ملك” فكرة، تمثيل وإخراج،
“إنهم يقتلون العريس” تمثيل،
“حكاية تحت الشمس السخنة” تمثيل،
“جزيرة العجائب” مسرحية أطفال تلفزيونية 1978م، وغير هذا من المسرحيات تمثيلاً وإخراجاً.
في التلفزيون وسأذكر أنموذجين فقط من أي مجال:
في المسلسلات “متاعب” و”جبرة الصعب”.
فيى المسلسلات “الغول” و”دكين”.
في الأفلام القصيرة “كذبة أبريل و”المجنون”.
في الأفلام الطويلة “فيزا” و”الشبح”.
جاء عنواني محمد نعيم سعد، أو حياة وموت الدراما السودانية؛ لأن المخرج والممثل والمؤلف والدراماتورج محمد نعيم، يشكِّل لحظة فارقة في مسيرتها، بل من وجهة نظري يشكِّل ضميرها، ولا غرابة في هذا القول، فإذا كانت كل حركة التاريخ مهمة فهناك أحداثاً في التاريخ أكثر أهمية وتحمل إضافة نوعية وكذلك الأفراد فمنهم من يتيح له التاريخ وتتيح له مواهبه أن يشكِّل إضافة نوعية في الحقل الذي يشتغل فيه. ومحمد نعيم، من هذه النوعية من الأفراد فهو من المحترفين الأوائل لهذا الفن باهظ التكلفة والذي لا يورث في السودان إلا الفقر والألم والهم، وهو من الحادبين المواصلين للمسيرة رغم كل العقبات، وقبل هذا كله هو واحد من الذين منحوا هذا الفن مشروعيته وشرعيته في بلاد تتحسس (سلطها) مسدسها عندما تسمع كلمة دراما.
في ختام هذه الأفكار العامة، أن ينتهي المطاف بفنان في قامة محمد نعيم سعد، وبعد كل هذه المسيرة الخلَّاقة والعرق في خدمة الشعب أن ينتهي به المطاف مهاجراً فإن هذا من وجهة نظري يرقى لأن يكون إحدى الفظائع القومية أن لم يكن الفضائح القومية.