الخرطوم: نجدة بشارة 20 مايو 2022م
من المأمول أن يتجه الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس البعثة (يونيتامس) بالسودان فولكر بيرتس، لتقديم تقريره الثاني أمام مجلس الأمن الدولي بداية الأسبوع القادم، بينما يترقب الشعب السوداني وينظر إلى نتائج مشاوراته التي ابتدرها منذ فبراير الماضي، من العام الجاري، ويعقد آمال عِراض عليها لحل الأزمة وإنهاء حالة الانسداد السياسي.
وأكد فولكر، أنه لم يفرَّغ بعد من كتابة تقريره الدوري الثاني، لاسيما بعد الأزمة التي فجَّرها عند استعراض تقريره الأول مع السلطات السودانية وكادت أن تؤدي إلى طرده من البلاد، وتلميحات رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، بإمكانية طرده، على خلفية ما نقله في تقريره أمام مجلس الأمن واعتبره متجاوزاً للأعراف وسيادة الدولة. في المقابل يتساءل متابعون عما سوف يستعرضه فولكر، في تقريره المزمع تقديمه أمام مجلس الأمن؟ وهل صحيح أن (اليونيتامس) تواجه تهديدات واتهامات من جهات بالداخل، وفي حال وجودها ماهي هذه الجهات التي يتهمها فولكر، بالقيام بحملة ضد (اليونيتامس)؟.
تحذيرات وتنبيه
ومؤخراً حذَّر رئيس البعثة السياسية لدعم التحوُّل الديموقراطي في السودان (يونيتامس) فولكر، في تنوير جمعه بصحفيين وكُتَّاب من أن تأخر الحل ينذر بأوضاع سيئة في السودان .
لكن عاد وأضاف: إذا كنت متشائماً لما ظللت مقيماً بالخرطوم التي درجة حرارتها 44، وكان الأفضل لي أن أكون مع أسرتي في ألمانيا التي درجة حرارتها أقل من 20 درجة. وقال رئيس البعثة: إن الآلية الثلاثية لاقت صعوبات في تنفيذ أعمالها، ولكن ما يهم هو قدرة السودانيين على التوصل لاتفاق فيما بينهم، وأردف بأنه متفائل إلى حد ما، لوصول الأطراف السياسية إلى حل ينهي الأزمة الحالية.
من يقود حملة ضد البعثة؟
أشار فولكر، إلى أن هنالك حملة ضد (يونيتامس)، لم يسم مصدرها للتأثير على أداء البعثة، وأوضح، لكن هذه الحملة لن تؤثر علينا كثيراً، لأننا نعلم من أين تأتي ومن هو مصدرها؟
وزاد: (يونيتامس) هنا لمساعدة السودانيين في إنجاز مهام التحوُّل المدني الديموقراطي وتحقيق أهداف ثورتهم، وشدَّد على أن هناك حاجة حقيقية لاتخاذ السلطات خطوات حقيقية وجادة من أجل تهيئة المناخ لتحقيق حل دائم وحقيقي، مؤكداً بأن لديهم علاقة جيِّدة مع السلطات، ولكن هناك مصالح متداخلة ويمكن لبعثة الأمم المتحدة أن تكون قائدة لتقريب الشقة بين السودانيين إذا سمح لنا بأداء تكليفنا، وأضاف نحتاج لرؤية إرادة سياسية حقيقية من السلطات السودانية من أجل إنجاز مهام الانتقال.
لا جديد
في السياق قال السفير والمحلل الاستراتيجي الطريفي كرمنو، في حديثه لـ(الصيحة): لا جديد متوقع يمكن أن يقدِّمه فولكر، لمجلس الأمن، وأضاف بأن الوضع مازال يراوح مكانه منذ استعراض تقريره الأول. وقال: إن الخلافات بين الفرقاء تزداد تعقيداً، وشبَّه الوضع الحالي في السودان مثل الشيمة أو الدوامة التي تلف في مكان واحد وتعود لذات النقطة، وضرب مثلاً: (بأن الكيكة صغيرة والأيادي كثيرة)، نسبة إلى أن الصراع يستحكم حول السلطة ومن يحكم .
هل تنحدر إلى الأسوأ؟
وأمَّن كرمنو، على حديث فولكر، وقال: أتوقع أن تنحدر الأوضاع نحو الأسوأ وأن تذهب مشاوراته في مهب الريح، وفسَّر ذلك بتباعد الشقة وعدم وجود بصيص توافق حتى اليوم، فيما قطعت مشاورات فولكر، نصف الطريق منذ انطلاقها، أما بالحديث عن من يقود الحملة ضد (يونيتامس) توقع أن الأحزاب المتصارعة -حالياً- هي من تقف حجر عثرة وعائق أمام اكتمال الحوار.
مرونة وجدية
يرى السكرتير العام لتيار الوسط للتغيير وقوى التحالف المدني، المهندس نصر الدين أحمد عبدالله، في حديثه لـ(الصيحة) أنه لابد من إظهار الجدية والمرونة، إضافة إلى الرغبة الصادقة من قبل الكيانات السياسية المختلفة لدعم الحوار والمشاورات التي تقودها (اليونيتامس) والآلية الثلاثية حتى تحقق نتائج إيجابية تنقل الأزمة من مربع الانسداد إلى الأفق الإيجابي وبلورة حل مُرضٍ .وقال نصر الدين: إن الأزمة التي خلَّفتها إجراءات الخامس والعشرين، أوقفت مسيرة الدولة المتجهة نحو رحاب الحكم المدني الديمقراطي، وأضاف بأن أمام القوى المدنية والعسكرية فرصة كبيرة لاكتمال التسوية، وأن الساحة الآن مهيأة أكثر من أيِّ وقت مضى لإجراء مصالحة سياسية قابلة للتطوُّر والتوافق .
حل جزئي أم كلي
في تعليق سابق لـ(الصيحة) قال القيادي بالمجلس المركزي لقوى التغيير التجاني مصطفى: إن هنالك خلافات، داخل (قحت) بسبب عدم الاتفاق على شكل الحل أو المطلوبات من الآلية، وأشار إلى أهمية اكتمال المطلوبات لتهيئة المناخ عبر إنهاء حالة الطوارئ، ووقف أشكال العنف كافة تجاه المدنيين في مواجهة المتظاهرين السلميين وتجميد تنفيذ قرارات إعادة منسوبي النظام البائد والأصول المستردة. أما بالنسبة لفرص نجاح الآلية قال: أعتقد أن مبادرة الآلية إذا لم تستطع أن توحِّد كل القوى السياسية وتوجد التوافق بينهم، فالنتيجة أن الآلية لن تحقق الأهداف الكلية من المبادرة بقدر ما أنها ستتوصل في هذه المشاورات إلى نتائج جزئية وحل جزئي للأزمة، وأضاف: أرى أن أقصر طريق للحل هو الاستجابة لطموحات وتطلعات الشعب السوداني.