20مايو2022م
ازدادت في الآونة الأخيرة ظاهرة تعاطي المُخدّرات في المُجتمع، وتُفيد التقارير المُتداولة لارتفاع نسبة المُتعاطين وسط الشباب والطلاب والفتيات، وأصبحت المُخدرات الآن مُهدِّداً للأمن وسلامة المجتمع وعقبة في التقدُّم الاجتماعي والاقتصادي.
وقد سجلت دفاتر الشرطة ارتباط المُخدّرات بقضايا أخرى عديدة كانتشار الجريمة واغتصاب الأطفال، وتابعت في الأخبار أنّ السُّلطات شنّت حَملة على الظواهر السالبة في ولاية الخرطوم، وداهمت بعض الأماكن، وكذلك في محلية كبكابية بولاية شمال دارفور التي تُعد بؤرة للإتجار بالممنوعات، وكذلك تحدّث والي غرب دارفور عن ضرورة تفتيش العربات، والجنينة تعتبر بوابة رئيسية مثل الطينة بشمال دارفور، مطلوبٌ من القوات النظامية التحكُّم في عمليتي الدخول والخروج للعربات والمُواطنين، والدولة مطلوبٌ منها الآن تكثيف الجُهُود وتجنيد الطاقات وتوفير الإمكانيات لمُحاربة هذا الداء.
وإعلام الشرطة ووزارة الرعاية الاجتماعية بقيادة وزيرها أحمد آدم بخيت دخري، عليهم القيام بواجبهم في التوعية بأنواع المخدرات وإصرارها وتأثيرها على الصحة والإنتاج، ويجب عليهم الشعور بالمسؤولية، لأن الخطر أصبح كبيراً وداهماً.
واستغرب جداً لإدارات مثل مكافحة المُخدّرات ووزارة أحمد آدم بخيت لم تُقدِّم بحوثاً عن المُخدّرات وأضرارها الصحية والاقتصادية والاجتماعية، والأئمة ورجال الدين أيضاً عليهم التحدُّث عن خطر المُخدّرات وبيان موقف الشريعة منها ومن تعاطيها، كما يجب إعداد دورات مُتقدِّمة للعاملين في هذا المجال وتنظيم المسابقات، وحسناً قامت قوات الدعم السريع بمحاربة الإتجار بالمُخدّرات ومكافحته، ونظّمت العديد من الورش في هذا الإطار، فهذا عملٌ ممتازٌ وجهدٌ كبيرٌ ومُقدّرٌ لهم منا التحية.
والمُخدّرات قانونياً هي المواد التي تُسبِّب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي، منها الزراعي والكيميائي، وقد نهى ديننا الحنيف من كل أنواع المسكرات في قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91)) [سورة المائدة: الآيات 90- 91].
ولم يترك الدين جانباً من جوانب الحياة إلا ونظّمه أدق تنظيم، والوزير أحمد آدم بخيت رجلٌ يفهم في الدين، والواجب الأخلاقي يحتم عليه الاهتمام بهذا الملف، وكذلك واليا شمال وغرب دارفور اللذين تتبع لهما مدينتا كبكابية والجنينة، وقبل الحديث لوزير الداخلية يجب على قادة السلام الذين تقع على عاتقهم هذه المسؤوليات أن يعلموا أن المُخدّرات تُشكِّل خطراً على تنمية الدولة وبناء المجتمع والتقدم والازدهار وتبديد مصادر الرزق في إنفاق غير مُجدٍ، ومن ثم تتحوّل إلى هدم المجتمع وانهيار كيان الدولة السياسي، فلذا يجب عليهم الانتباه ومحاربة هذه الظاهرة الخطيرة التي لا يقل ضحاياها عن ضحايا الحرب.