الكاشف .. أقوى امتداد لمدرسة سرور!!
لا شك أن الكاشف ظل حتى رحيله أقوى امتداد لمدرسة سرور الغنائية، المدرسة التي تعتمد على قوة الأداء والاستهلال المبهر واستخدام الإمكانيات الصوتية والتطريب في درجات الصوت العليا، بل إن الكاشف ارتبط بأشهر شعراء سرور في تلك الفترة سيد عبد العزيز وعبيد عبد الرحمن الذي كان مقيماً في مدينة ود مدني ، وقد صعد إبراهيم الكاشف سلم الشهرة خطوة … خطوة.
بتحديثه لغناء الحقيبة، قام الكاشف بعمل أكبر نقلة في تاريخ الغناء السوداني عندما نتحدث عن مدى التأثير الذي تركه المبدعون السودانيون في مجال فن الغناء، فإننا يجب أن نقف إجلالاً وتعظيماً للراحل المقيم (إبراهيم الكاشف) ، وذلك لسببين ، الأول هو أن الكاشف وبحسه العميق وموهبته الفذة وألحانه الشجية استطاع أن ينقل فن الغناء السوداني من الطابع الروتيني في اللحن وفي الأداء المتوارث في طريقة أغاني الحقيبة، إلى طريقة الغناء الحديث الذي تصحبه الموسيقى الوترية، بل حتى قصائد شعر الحقيبة الخالدة، قام الكاشف بإعادة تبويبها واضفى عليها الكثير من إحساسه الفني الفطري وأخرجها للجمهور بذلك الطابع التطريبي الذي اشتهرت به.