ظنه البعض من سابع المستحيلات .. غرب كردفان..تنهي معناة تاريخية في (مثلث العطش)

الخرطوم: صلاح مختار         18 مايو 2022م 

تعاني بعض المناطق في ولايات شمال وغرب كردفان وشمال دارفور أزمة حقيقية ومأساة إنسانية بعض من تلك المناطق لم تر المياه في حياتها هناك. رويات وقصص تحكي عن تلك المعاناة. ولكن -الآن- أصبح الحلم حقيقة، حيث أكملت ولاية غرب كردفان استعدادها لافتتاح مشروع الخط الناقل للمياه الجزء الشمالي لمثلث العطش كمرحلة أولى والذي يضم أجزاء من شمال دارفور وغرب كردفان وشمال دارفور, وأعلن وزير البنى التحتية لولاية غرب كردفان م. آدم موسى، افتتاح المشروع الأسبوع المقبل، وأكملت الشركة المنفذِّة توصل مياه الشرب المنطقة التي تنعدم فيها المياه.

وقع خاص

واعتبر موسى، في مؤتمر صحفي المشروع بأنه يشابه المشروعات الكبيرة في السودان, لذلك له وقع خاص لدى مواطني المثلث، وقال: ظن البعض أن المشروع كذب ولن يصل ولن ينجح، مشيراً إلى ثراء المنطقة من الموارد الاقتصادية. ولفت إلى الآثار الكبيرة الإيجابية والاقتصادية التي تترتَّب على تنفيذ وافتتاح المشروع. وأكَّد أن المشروع تتم إدارته بين المجتمع المحلي والحكومة. ولفت إلى أنه قابل للزيادة ويمكن أن يمتد إلى ود بندة وهي منطقة معاناة حقيقية. وأشار موسى، إلى وجود (17) قرية. وكشف عن دارسات لتوصيل الخط الناقل للمياه إلى بعض المناطق بالولاية، ولفت إلى وجود من له مصلحة في تعطيل العمل في السابق.

مثلث العطش

من جانبه أكَّد الباشمهندس هشام الأمير، مدير إدارة مياه الشرب والصرف الصحي، أن  المشروع واحد من مشاريع التمويل الأجنبي لتأهيل قطاع مياه الشرب في السودان, الذي سيتم افتتاحه بولاية غرب كردفان, ونوَّه إلى أن المشروع عبارة عن اتفاقية بين بنك التنمية الأفريقي من أجل السلام في دارفور وكردفان، حيث شمل (25) مدينة في السودان. وقال: المشروع معني بتنمية وبناء القدرات في قطاع المياه تحديداً بغرب كردفان. وقال: يقع (مثلث العطش) بين النهود والخُوي وعيال بخيت. وأكد أن المشروع أنهى هماً تاريخاً ومعاناة مع توفير مياه الشرب للإنسان ناهيك عن الحيوان. وقال: كل الدراسات أثبتت خلو المثلث من المياه، مبيِّناً أن المشروع لديه جوانب أخرى في بناء القدرات والتنمية وزيادة الدخل. وأكد أن التوقيع مع حكومة السودان كان في عام 2015م، وبدأ التنفيذ 2016م، حيث رس العطاء إلى شركتين سودانيتين “نيوتك وويلز” .

سابع المستحيلات

وأبان الأمير، أن البعض ظنَّ أن المشروع صعب تنفيذه ومن سابع المستحيلات، ولكن اكتمل الآن؟ وأكد اكتمال (11) محطة، وصلت الإنتاج, سيتم افتتاح الخط الشمالي الذي يحتوي على (12) موقعاً، بجانب (12) صهريج مياه. وأكد أهمية الاهتمام بقطاع المياه إلى جانب توفر الإرادة السياسية ووجود علاقة واضحة لبناء قطاع قوي. ودعا إلى مراجعة القرارات المتعلقة بالهيئة خاصة القرار 11\ 50 وإزالة اللَبس بين اختصاصات الهيئة الاتحادية والولائية. ولفت إلى مشاكل إدارة المياه في المركز والولايات.

تأهيل القدرات

وقال المنسِّق القومي لتنمية وتأهيل قدرات المياه جمال الأمين: إن المشروع مضى عليه (7) أعوام، حتى ظهرت البشريات. وكشف أن المنحة تقدر بـ(22) مليون يورو. ووصف الخط الناقل للمياه بالحلم، بتكلفة (11300) يمتد من النهود غرباً إلى الخط الشمالي عيال بخيت شمالاً. وأوضح أن المشروع يعتبر الثاني للبنك الأفريقي للتنمية، وتأهيل قدرات المؤسسات في مناطق (الهشاشة). بجانب إصحاح المرافق الصحية، وأكد أن المكوِّن الثاني للغرض لتنمية قدرات العاملين. مشيراً لوجود برامج كثيرة, أما المكوِّن الثالث البنيات التحتية. وأشار لوجود خطوط ناقلة مشابهة في ولاية سنار.  وأكد الحاجة كانت ماسة لمناطق لم تر المياه طيلة حياتها في منطقة مثلث العطش الذي يضم أجزاء من ولاية شمال دارفور وشمال كردفان وغرب كردفان. حيث تنعدم فيها مياه الشرب، وحيَّا الشركة المنفِّذة التي لم تضف أي قيمة حينما تم إضافة (70) كيلو، للمشروع.

إمكانات النجاح

إلى ذلك أكد ممثل شركة “ويلز” للاستثمار الصادق الدود، إن الشركة وفرت كل الإمكانات لإنجاح المشروع من تدريب وتأهيل للكوادر لـ(300) فرد، ساهموا في إنجاح المشروع. وكشف بأن المشروع واجه عدة تحديات منها سياسية بجانب شح السيولة والموارد البترولية. مبيِّناً أن الشركة حريصة على إكمال المشروع بمواصفات قياسية. وأبان أن العمل واجه صعوبات منها وعورة الطرق للوصول إلى المناطق.