عضو لجنة السيادي المختص في الشأن الطبي د .عصام بطران لـ(الصيحة): إغلاق المشرحة يعني ركل الكرة في مرمى النائب العام ويتحمَّل المسؤولية
تراكم الجثث على بعضها أدى إلى (التعفُّن)
عدم وجود ثلاجات ومشاكل إدارية خلف القضية
حوار : عوضية سليمان 18 مايو 2022م
أعلنت هيئة الطب العدلي بوزارة الصحة ولاية الخرطوم على لسان مديرها د.هشام زين العابدين، عن اجتماع ضم النائب العام ووكيل وزارة العدل وأعضاء من اللجنة التي تمَّ تشكيلها بواسطة المجلس السيادي وممثل لوزارة الداخلية ومدير عام وزارة الصحة ولاية الخرطوم د.محمود القائم. وقالت: إن الاجتماع توصَّل إلى إغلاق مشرحة بشائر لامتلاء المشرحة بالجثامين بصورة أصبحت غير إنسانية لحين صدور قرار من النائب العام بتشريح الجثامين ومن ثم دفنها.
(الصيحة) وقفت على تداعيات القرار الصادر لمعرفة المزيد من التفاصيل وذلك من خلال اللقاء مع دكتور بطران، عضو اللجنة التي شكَّلها المجلس السيادي والمختص في الشأن الطبي، فماذا قال: –
على نحو مفاجئ جاء قرار إغلاق مشرحة بشائر، لماذا تم ذلك؟ أليس هنالك حلول أخرى؟
_مشرحة بشائر مُتكِّدسة بالجثث ولنواحٍ قانونية أصدر النائب العام في مرحلة سابقة قراراً بإيقاف دفن الجثث إلى حين اكتمال التحريات في ملف فض الاعتصام وهذه الجثث أكثر من طاقة المشرحة الاستيعابية ووصلت حداً غير معقول وكل يوم تستقبل مشرحة بشائر جثث جديدة ولهذا صدر قرار إغلاقها.
_هل ما ذكرته من أسباب هي أسباب مقنعة لإغلاق المشرحة علماً بأن المشرحة دائماً ما تكون مُتكدِّسة بالجثث؟ أم هنالك أسباب أخرى أدت إلى ذلك؟
نعم، هنالك كارثة بيئية كبيرة جداً بسبب وجود الجثث داخل مشرحة بشائر، وإذا استمرت أكثر من ذلك فإنها سوف تتسبب في تدهور الوضع الصحي المحيط بها. وكما قلت لك: ستؤدي إلى كارثة بيئية.
-أبرز الأشياء المزعجة داخل المشرحة؟
تحلُّل الجثث ستتضرر منه المناطق المجاورة للمشرحة والضرر سيلحق بالمشرحة نفسها وينتقل إلى مستشفى بشائر وفيها مرضى يتلقون العلاج وأهم من ذلك كله واجب على الميِّت دفنه بسرعة، كما يقول الشرع والعُرف الاجتماعي.
- ماهي المدة المحدَّدة لبقاء الجثث بداخلها؟
المشرحة ليست وعاء استيعابي دائم للجثث، وقانونياً المدة المحدَّدة لحفظ الجثة ثلاثة أشهر، فقط، وبعد ذلك تأتي لجنة دفن الجثث تفحص الجثث عبر إجراءات قانونية وإجراءات طبية وفحص (دي ان اي ) وحفظ الملف وجميع الإجراءات المتعلقة بالصحة ويتم الدفن مع حفظ الرقم والمقبرة بغرض النبش في حالة الرجوع إلى الجثة بصورة قانونية إذا استدعى ذلك.
- هل كل الجثث الموجودة داخل المشرحة مجهولة الهوية؟
نعم، مجهولة الهوية وإذا تمَّ التعرُّف عليها كانت ستسلم الى اهلها ويتم دفنها.
-هل التعرُّف على الجثث داخل المشرحة يتم بطريقة سهلة لأهل المفقود؟ أم هنالك إجراءات معقَّدة تتبع ذلك؟
التعرُّف على الجثث ليس صعباً، وهنالك من تعرَّف على بعض الجثث وتمَّ تسليمها لهم لدفنها.
-هل الإغلاق شامل أم مؤقت إلى حين دفن الجثث وستعود بشائر إلى مهامها مرة أخرى؟
الإغلاق إلى حين اتخاذ النائب العام لقرار بتصفية الجثث الموجودة والمتراكمة داخل المشرحة، ومن ثم تبدأ المشرحة في استلام الجثث كالمعتاد .
-الآن كم عدد الجثث داخل المشرحة؟ هل العدد مخيف لدرجة الإغلاق؟
لا يمكن أن أفصح عن العدد، لأن الإفصاح عن أعداد الجثث من مهام وزارة الصحة.
-ما البديل بعد إغلاق بشائر؟
هنالك مشارح موجودة في العاصمة في مستشفيات مختلفة في بحري وأم درمان، مع أن تلك المشارح الطاقة الاستيعابية لها غير كافية ومشرحة بشائر هي مشرحة رئيسة كبرى وتتمتع بطاقة أكبر من المشارح الموجودة داخل ولاية الخرطوم، وتلك المشارح يستفاد منها علمياً بوجود قانون واضح يشير إلى استخدام الجثث مجهولة الهوية في التعليم الطبي.
- هنالك لجنة مُكوَّنة من السيادي بشأن المشرحة والجثث ما دورها الآن؟
اللجنة هي نفسها وأوصت بإغلاق مشرحة بشائر إلى حين صدور قرار من النائب العام بتشريح الجثث ومن ثم دفنها وهذا قرار لجنة.
- ما حقيقة أن مشرحة بشائر بها حشرات وجرذان؟
قبل الوصول إلى مشرحة بشائر بنحو (500) متر، يشتم الزائر الروائح الكريهة والنتنة، ومن الطبيعي أي رائحة متغيِّرة يوجد بداخلها الحشرات والجرذان والدود.
- لماذا تتعفَّن الجثث داخل المشرحة؟ أليس هنالك ثلاجات لحفظ الجثث؟
مع قطوعات الكهرباء المتكرِّرة تتأثر الثلاجات وتفقد برودتها.
- أليس هنالك مولدات حديثة لاستقرار التيار الكهربائي في حالة قطوعات الكهرباء؟
موجودة، ولكن هنالك مشكلة في توفير الجاز ومشاكل إدارية كثيرة موجودة داخل المشرحة.
- الجثث المُتكدِّسة هل هي حديثة أم منذ وقت فض الاعتصام؟
منذ فض الاعتصام تكدَّست الجثث وهي عملية دورية تراجع كل ثلاثة أشهر، عبر إجراء قانوني وليست إدارية للتصرُّف الشخصي.
- الآن تم إغلاق المشرحة دون وقت محدَّد لمباشرة عملها مرة أخرى؟
هنا تمَّ ركل الكرة إلى مرمى النائب العام ليتحمَّل المسؤولية كاملة والنائب العام كان قد أصدر قراراً قيَّدنا بعدم التصرُّف في أي جثة.