عبد الله مسار يكتب : الحرب بين روسيا وأوكرانيا (١٣)
17 مايو 2022م
قلنا في مقالاتنا السابقة، إنّ الحرب بين أوكرانيا وروسيا، حرب إرادات وهي حربٌ مآلاتها ما زالت لم تتّضح حتى الآن.
أولاً: لأن الرئيس الروسي بوتين لا يفصح عن خُططه ونواياه.
ثانياً: العالم الغربي الداعم لأوكرانيا لم يعرف إلى مدىً يصل الدعم.
ثالثاً: عدم دخول دول مهمة في الحرب حتى الآن كالصين وإيران والهند وباكستان وفنزويلا حتى ولو من باب الدعم الاقتصادي.
رابعاً: إلى أي مدىً تستطيع أوروبا تحمُّل الضغط الروسي بقطع الإمداد من الغاز والقمح والنفط والذي أثّر الآن مُباشرةً على النمسا وبولندا وإيطاليا دفع ذلك بالروبل.
خامساً: إصرار روسيا بيع غازها ونفطها بالروبل دون اليورو والدولار أو قطع الإمداد كما حدث مع بولندا والنمسا، اللتين خالفتا الاتحاد الأوروبي وفتحتا حسابات بالروبل، لمُقابلة دفع استحقاقات الغاز والنفط الروسي ويتبع فتح حسابات الآن شركة ايني الإيطالية بالروبل.
سادساً: كيف تقود قرارات بعض دول الاتحاد الأوروبي بمخالفة الاتحاد الأوروبي بالتعامُل بالروبل مع روسيا في تماسُك الاتحاد الأوروبي وصموده في مقابل حاجة بعض الدول إلى الغاز والنفط الروسي.
سابعاً: ماذا يحدث لو أوقفت روسيا الغاز والنفط من بعض أو كل دول الاتحاد الأوروبي، خاصةً وأن هنالك دولاً استهلاكها من الغاز الروسي يصل إلى 60% ولا بديلٌ جاهزٌ في العالم لتغطية العجز رغم المُحاولات التي تُجرى مع قطر والجزائر وفنزويلا ولا يغطي ذلك أكثر من 11% من احتياج هذه الدول.
ثامناً: مازالت أوكرانيا تتلقّى دعماً عسكرياً بالسلاح من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وترى روسيا ذلك تدخُّلاً مُباشراً في الحرب، مما يستدعي التهديد بالسلاح النووي، هل هذه الحرب ستتطوّر الى حرب عالمية تؤدي الى فناء الكون..؟
أعتقد، أن الحرب بين أوكرانيا وروسيا لا يستطيع أي كائن أن يتكهّن الى ماذا تنتهي، لأنها حرب كبار وأوكرانيا أداة في يد أمريكا والناتو، فهي هنا مُستعملة ومُستغلة في صراع أمريكا وروسيا، ومعلومٌ انه اذا تصارعت الفَيَلَة مَاتَ العُشب.
أعتقد، أن العالم مُقبلٌ على المجهول، خاصةً وأنّ بوتين قال لشعبه إذا لم تعش روسيا قوية وفي الصدارة فلماذا تريدون الحياة!
ننظر في المقال القادم، مُستقبل تماسُك الاتحاد الأوروبي في ظل أزمة الغاز والنفط الروسي ودخول الروبل في الخط.. ومتى يتحرّك التِّنين الصيني..؟