17 مايو 2022م
أسوأ صفات الساسة النفاق…
يكذبون بعدد أنفاسهم كل يوم…
يُداهنون بكل مرة بلا وازع…
من فرط جنونهم يصدقون ما قالوا
بثقة مفرطة…
ينسون ما قالوه زمان – وزمان هذه لا نعني بها سنوات ضوئية…
إنما لحظة كومضة البرق…
تتغيّر المُعادلات بين ليلة وضحاها…
تتعدّل القناعات بحسب المصالح..
تتماهى وتتقارب.. تختلف ومبررهم سمج…
والديان لا يموت والتاريخ يسجل..
الذين رفضوا الحوار مع العسكر من
قحت أيام الاعتصام…
عبارة لا تفاوض كانت هي السائدة..
أكّدوها بجرأة غير مسبوقة وقالوا…
ليخرج الدعم السريع فوراً فرداً فرداً
وصفوهم بأعداء الثورة وسارقيها…
بغمرة الهتاف التزموا بحماية أرض الاعتصام…
وبمُحاسبة من أطلق الرصاص على المُعتصمين قبل الفض…
ثُمّ لحسوا كل كلامهم ففاوضوهم…
خرجت وثيقة سُميت بالدستورية…
مُشوّشة مُشوّهة لا تشبع من جوع…
وتسنّموا السُّلطة وذاقوا حلاوتها…
ونكصوا على أعقابهم من وعودهم…
ودارت الأيام ثم ذهبوا إلى بيوتهم…
ما بين ذاك الزمان وزماننا هذا تعدّلت
القناعات تماماً أيضاً…
قالوا بمفاوضة العسكر الآن قبل الغد…
الكلام هذا يُقرأ بعدة سياقات…
مُخالفة لجان المقاومة بمُعادلاتها الصفرية…
نكوص عن مبادئ لطالما هرفت بها
قيادات قحت…
وخيانة لشهداء فضّ الاعتصام فلم
يحمهم أحدٌ…
كذبة كلّفتنا كثيراً – بغيضة المنظر…
سيئة المُنقلب وتافهة المصير…
وقتها خطبهم العصماء تترى والقطيع
يهتف ويغني…
يرقص على آلة عزف مشروخة…
واستدار الزمان بهيئة أخرى…
وعودٌ ذرتها رياح السياسة وأدت
أحلام الشباب…
لم يحموا شبراً من حدود الاعتصام كما وعدوا….
فمات وفُقد وجُرح وأُغرق الكثير…
وذهبوا هُم إلى الكراسي الوثيرة…
وبات ملف فض الاعتصام مُعلّقاً ثم
مُعقّداً…
ولم يفتح أحدٌ فمه إلى اليوم…
الدعم السريع ليومنا بالعاصمة لم
يغادر…
هم ثمنوا مواقفه بالغرف المغلقة…
وأمام القطيع ذبحوه بسكين مُهترئة…
هم بالنهار ضده وبالليل معه…
هَا هُم يلحسون كلامهم – يُغازلونه من
خلف ستار…
إنّهم يُغازلون العسكر اليوم…!