16مايو 2022م
قلنا في مقالنا فولكر ومؤتمر الحوار الميِّت (١)، إنّ السيد الدكتور فولكر رئيس البعثة الحمدوكية الأممية التي قيل إنّها جاءت لتُساعد السودان في التحوُّل الانتقالي وتقوم بخمس مهام محددة، لم تعمل حتى الآن في أي واحدة منها، وركّزت كل جهدها في العمل السياسي الذي يقسم أهل السودان والقوى السياسية واحتضنت وموّلت مجموعات مُحدّدة تتماشى مع مزاجها العام وضد السودان وأهله ديناً وثقافة وقيماً وأخلاقاً.
قلنا إنّ السيد فولكر رجلٌ منحازٌ وليس مُحايداً وهو يعمل بوضوح ضد المؤسسة العسكرية السودانية ويسمي الثورة التصحيحية في ٢٥ اكتوبر بالانقلاب العسكري، ويسعى لإبعاد المكون العسكري من الحكم في الفترة الانتقالية، ويعمل لتمكين أربعة طويلة وناشطي اليسار في حكم السودان. ومن أخطائه، لجنته التي كوّنها باسم المنصّة والتي اختار لها واحد وثلاثين شخصاً، ليس فيهم زعيم قبلي أو ديني أو اجتماعي، ولم تشمل شاعرا أو مبدعا أو فنانا أو رسّاما أو مذيعا، ولم تضم رئيس وزراء سابق ولا وزيراً منذ الاستقلال، بينما اختار وزيرين من قحت الفاشلة واليسارية، ولم تتضمن القائمة أي شخصية سياسية يمينية أو مستقلة أو وسطية، وبينما اختار سبعة من اليسار، ولم تشمل قائمته أي خبير أمني أو عسكري أو من رجال المال والأعمال.
كل الذين اختارهم علمانيون متحررون ومهتمون بقضايا النوع والجنس وينتقدون القيم الاجتماعية الموروثة، ولهم علاقات وطيدة بمنظمات غربية ضد الإسلام واستخباراتية وتهدم قيم المُجتمعات المحافظة.
وفي القائمة أسماءٌ متطرفة ضد الدين والإسلام ولها كتابات ومنشورات في ذلك، بل وصل ببعضهم السخرية من اللحية وارتداء الحجاب والازدراء من الشعائر الدينية حتى الصلاة!!
أغلب الذين اختارهم ضد المؤسسة العسكرية وبصفة خاصة الجيش السوداني والشرطة، ويدعون الى تفكيكه وتغيير عقيدته وإعادة تكوينه ليكون جيشاً يسارياً.
فولكر يسعى لتصفية البرهان وزملائه من العسكر بطريقة (الإضينة دُقُو واعتذر ليه)، يجتمع بالفريق أول البرهان والفريق اول حميدتي والمكون العسكري ويتحدث معهم في شمول الوفاق الوطني، ويذهب ليعمل في اتجاه آخر ليأتي بأربعة طويلة ومن شايعها بالشباك، يعني عاوز يضع المكون العسكري والشعب السوداني أمام الأمر الواقع بعد أن يعمل فعلته التي جاء من أجلها الى السودان!!
إنّ فولكر يُريد أن يختطف إرادة الشعب السوداني ويقدمها لليسار والجهات العالمية التي جاءت به غير آبه بما يحل بالسودان من فوضى ودمار وخراب وإفساد للقيم والثقافة والأخلاق حتى لإبعاد الدين والتدين عن المجتمع السوداني المسلم قصاد حفنة من البشر وهو يسير على النموذجين السوري والعراقي.
إن فولكر فاشلٌ ومشروعه الثلاثي وُلد ميتاً.. وعليه الأخ البرهان يكفي فولكر ما وصل إليه من عمل وليقف عند هذا الحد حتى لا يُعقِّد أمور السودان أكثر!!
أدعو لحوار سوداني سوداني لا يستثني أحداً ويناقش كل قضايا الانتقال، وتوكّل على الله وكوِّن حكومة لإدارة الفترة الانتقالية، وجهِّز للانتخابات التي لا يتحدث عنها لا فولكر ولا أربعة طويلة ولا قبائل اليسار لأنه ليس لهم فيها نصيبٌ.
فولكر فاشلٌ ومؤتمر حواره وُلد ميتاً، لأنّه أصلاً كان ميِّتاً ميتة سريرية.