الغالي شقيفات يكتب : حكومة مناوي!!
15 مايو 2022م
عقب تعيينه حاكماً لإقليم دارفور العام الماضي، التقى القائد مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور، الدكتور عبد الله آدم حمدوك رئيس مجلس الوزراء المُستقيل، وتحدّث عن الميزانية وتشكيل الحكومة ومقرها والتعامل مع النازحين واللاجئين والمؤتمرات القاعدية، وقال مناوي يومها إنه بصدد تأسيس الحكومة في ستة أشهر، ومضى عامٌ ولا شئٌ جديدٌ غير السفريات الماكوكية من الخرطوم إلى عواصم الولايات ومناطق دار زغاوة كرنوي وامبرو، وأصبحت حكومة الإقليم تتشكّل من وزير واحد فقط هو وزير المالية عبد العزيز مرسال، وعجز مناوي وشركاؤه عن تشكيل حكومة الإقليم حتى الآن ومواطن دارفور لا يدري ولا يعلم ماهية حكومة الإقليم، وما الذي أنجزته خلال الفترة التي تولى فيها الحكم وبنود الصرف والميزانية، وعادة ما يُوصف وكيل ملك البرتي الملك معاذ آدم جلال الدين، الأجسام والمؤسسات التي لا تقوم على قانون أو إجماع بأنها عمارة أساسها من الجالوص، فالآن سلطة حكومة دارفور هكذا، حاكم يتجوّل في الولايات، فقد أطلق عليه الدكتور صديق أحمد الغالي المُقيم في أمريكا حاكم دارفور المزعوم.
ولم يوضع قانون حتى الآن ينظم حكومة الإقليم، والقانون مفروض يُجاز من مجلس الوزراء والمجلس التشريعي وهو غير موجود أصلاً ولم يتم تشكيله، إذن هنا معضلة كبيرة تُواجه حكومة مناوي، ووزارة العدل قامت بواجبها ووضعت المسودة وتم رفضها في المرحلة الأولى بحكم أنها تعطى صلاحيات أكبر.
عموماً، مناوي يحتاج إلى إكمال هياكل سلطته من وزراء وأمناء ومفوضين، لأن المُواطن في دارفور ينظر إلى السلطة بوضعها الحالي كحكومة فرد أو حكومة اسمية لا تُقدِّم أي خدمات وليست لها أي برامج، وإنها منسوبة لحركة مسلحة لا تمثل الإقليم، بل تمثل ذاتها ومحاسيبها وزينت بصابر وعليو.
ويواجه اتفاق جوبا للسلام تحديات كبيرة، أبرزها التمويل والإرادة السياسية والاجتماعية، وكذلك ترصد بعض القوى السياسية والجهوية التي ترى في الاتفاق خصماً عن مكاسبها التاريخية مع مُلاحظة عجز قادة السلام تسويقه الى القواعد.
ولغياب التسويق الإعلامي للاتفاق، وانشغال القادة بالمناصب والمواقع الدستورية، تمّت هزيمة الحركات وأنصار السلام في وسائل الاتصال الجماهيري المختلفة، وتم تصويرهم بأنّهم عاجزون عن تقديم أي حلول، وكذلك تم عزلهم اجتماعياً وشعبياً وهو أمر له أثرٌ سلبيٌّ على السلام ومُستقبل البلاد ووحدة التراب.
وكل ما تناولناه كوم، والترتيبات الأمنية كومٌ آخر هي أكثر تعقيداً وتنفيذها يحتاج إلى دقة واحترافية.