15 مايو 2022م
السيد فولكر هو مسؤول البعثة الأممية في السودان، وهو ألماني الجنسية، جاء إلى السودان رئيساً لبعثة د. حمدوك الأممية التي جاءت محمولة على خطاب حمدوك السري الذي كتبه صديق عرفان سفير بريطانيا السابق في الخرطوم ومهره حمدوك، وهي جاءت على البند السادس، وجاءت ضد رغبة أغلب أهل السودان بمهام محددة خالفها جميعاً هذا المبعوث واختار له مهاماً من رأسه ليعمل عليها وبدأ ينفذ أجندات معروفة لأهل السودان، ولديهم ترياقٌ قديمٌ منها ان كل أجندات الاستعمار الغربي تكسّرت في الخرطوم منذ زمنٍ قديمٍ، والشعب السوداني شديد الحساسية من تدخُّل الأجانب في بلاده وشؤونه، بل لديه مناعة من مرض اسمه أجنبي يتدخّل في شؤونه الداخلية، مع أن السودان دولة عضو في أغلب المنظمات الدولية والإقليمية ولكنها مُتحرِّرة من قيود الاستعمار وتقف بالمرصاد ضد كل من ينتهك سيادة وحرمة وطنها.
ويبدو أن فولكر ومن لَفّ لفّه لا يدركون هذا الأمر، وقد يكون بعض من عملاء السفارات زيّنوا له الأمر ودفعوه الى القيام بهذه الأدوار الاستعمارية والاستعلائية حتى ظن أنه بريمر السودان، ونسي أن السودان دولة لها سيادة وقيادة وجيش وقوى سياسية ومجتمعية واعية وفاهمة وقادرة على الفعل، بل قادرة على إيقاف أي أجنبي في حَدِّه إذا تجاوز العلاقات الدبلوماسية المعروفة.
وظن فولكر إنه سيُحقِّق أجنداته في ظل بعض من يعملون في النوادي الأجنبية الليلية والنهارية، بل مِمّن يزينون للشيطان أعماله حتى كوّنوا له مجموعة حائط صَد مُدعاة أنّها شخصيات وطنية قومية، وهي أغلبها شخصيات حزبية يسارية وعائشة في كنف هؤلاء الأجانب بأسماءٍ مُختلفةٍ، ولذلك توهوا هذا الرجل وأمسكوه الطريق الخطأ وصوّروا له كل أهل السودان أنّهم من نوعهم، بل ظنّ أنّ أهل السودان هم المثليون والشواذ والمُنحرفون والجوقة التي حوله التي تعيش على موائد السفارات.
ولكن هؤلاء (بو) وليسوا الأصل، ولذلك فشل فولكر وفشل مؤتمره المصنوع وفشل مستشاروه الليليين والنهاريين، بل فشل حتى أن يُحدِّد مَن يدعو لهذا المؤتمر وفي ذهنه “أربعة طويلة” وعلى شاكلتها من منظمات تعمل معه، ونسي كل القوى السياسية والمُجتمعية والأهلية التي تمثل قيم وثقافة أهل السُّودان، ثُمّ نسي القوات المُسلّحة السُّودانية وكل القوات الأخرى، الرجل عائش على وَهم أنّه يستطيع أن يمرر أجندته في بلد عصيٍّ وقوي وصعب المراس ويفهمها طائرة ولا يجامل في وطنه!
إنّ السيد فولكر أولى مشاكله، إنّه ليس مُحايداً، بل منحازٌ لقِوى بعينها ويظن أنّها هي الثورة وهي السُّودان، وهو لا يعلم أنّ الثورة تراكميةٌ، وأنّها ثورة ليست مِلكاً لـ”أربعة طويلة” ولا لبعض التنظيمات التي سراب ويظنها فولكر برقاً خلباً، وهي مِلْكٌ لأهل السودان.
وكذلك لم يستطع جمع كل الأطراف، بل لم يستطع تحديد مَن المُتحاورين ولا أجندة الحوار، ولا مَن يُدير الحوار، ولا لا. وبل نسي دوره إنّه مُسهِّل وليس وسيطاً، ولذلك فشل فولكر، خَاصّةً وأنّ أهل السُّودان وقواه الوطنية والمُجتمعية والدينية الحيّة قد توحّدت في رفض الرجل ومشروعه ومؤتمره المُعين والمعروفة نتائجه.
أعتقد، أن فولكر لم يعد شخصاً مرغوباً فيه لأنّه لا صالح منه للسُّودان.
عليه، رسالتي للسيد فولكر، أي مؤتمر لا يشترك فيه كل أهل السودان حضوراً وإعداداً وإدارةً وموضوعات لن ينجح، ومرفوضٌ من كل أهل السودان، مع أن أهل السودان مع الوفاق الوطني ومع استقرار الفترة الانتقالية، وكذلك مع مشروع وطني لإدارة الفترة الانتقالية، بل مع حوار سوداني سوداني وطني بعيداً عن أُنوف وأقلام المُخابرات الخارجية.
لذلك، أُكرِّر فشل فولكر في أيِّ مُحاولة أُخرى لإقامة الحوار إذا لم يتّبع الإجراءات والقنوات الصَّحيحة.
وعليه، أرجو من الأخ البرهان تقديم دعوة لأهل السودان للحوار، وإبعاد هؤلاء الأجانب من قضية السُّودان، إنّها قضيةٌ وطنيةٌ تهم أهل السُّودان أولاً وأخيراً، وقديماً قِيل (ما حك جلدك مثل ظفرك).