* في مؤتمره الصحفي الأخير، قال الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الفريق كباشي، إن قوى الحرية والتغيير طالبت بنقل المفاوضات إلى العاصمة الأثيوبية، وإن المجلس العسكري يرفض رفضاً قاطعاً تدويل القضية الوطنية السودانية، سواء كان عبر مطالبة قوى الحرية بتشكيل لجنة تحقيق دولية، أو بنقل طاولة المفاوضات إلى خارج السودان….
* لم نلبث طويلاً بعد ذلك التصريح حتى خرج نشطاء الحرية والتغيير إلى وسائل الإعلام، ينفون نبأ دعوتهم نقل المفاوضات إلى خارج البلاد، وأن المبادرة جاءت من الوسيط الإثيوبي، ومن ثم في خطوة مفاجئة في هذا السياق، تابع الرأي العام أمس الأول احتقاب قوى الحرية والتغيير قضية التفاوض الوطنية والسفر بها إلى عاصمة الاتحاد الأفريقي أديس أبابا..
* وهنا تنهض مجموعة من الأسئلة المشروعة، فهل يا ترى أرادت قوى الحربة والتغيير أن تقول، كلنا يستمتع بعلاقات خارجية وبإمكاننا السفر إلى عدة جهات، في إشارة إلى الرحلات الماراثونية التي قام بها رئيس المجلس العسكري إلى دول الإقليم، فضلا عن حضور القمم العربية والإسلامية بمكة المكرمة، فيما يحدث ذلك في ظل الاتهام بأن العسكري يستقوي ببعض دول الإقليم…
* على أن الخطوة، خطوة رحيل قوى الحرية إلى العاصمة الأثيوبية، تأتي في سياق (تصعيد الحرية الأخير عبر استخدام الجاليات بالخارج)، فالمتابع لتطورات الأحداث يلحظ بأن الأسبوع الفائت قد شهد حراكاً كثيفاً لأتباع الحركات المسلحة والحرية والتغيير في العواصم الغربية، سيما في فرنسا وبريطانيا، بحيث توجهت تلك الاحتجاجات إلى مقر سفارات مصر والإمارات والسعودية بتلك الدول، على أن خطوة محطة أديس ربما كانت تتويجاً لأسبوع التصعيد عبر استخدام العواصم العالمية …
* حدث ذلك بالتزامن مع عودة قوى الحرية والتغيير إلى تدشين استخدام ورقة المواكب والوقفات الاحتجاجية أمام المؤسسات الحكومية، وهي ورقة على كل حال قد تم استخدامها من قبل، في ظل عملية العودة إلى الأوراق القديمة، والتساؤل إن كانت قوى الحرية والتغيير قد استنفدت عملية استخدام كل الأوراق المتاحة وهي تلجأ الآن إلى التكرار ..
* ربما تدرك قوى الحرية والتغيير فداحة عملية إهدار الوقت وتضييع الفرصة تلو الأخرى، على أن الوقت دائماً كان في صالح الأطراف الأخرى، خاصة المجلس العسكري الذي تخلص من كثير من الضغوط خلال الفترة السابقة، فضلاً عن تشكل شارع آخر له قوته ومسوغاته، يقرأ ذلك مع حالة الفراغ الحكومي وانفراط عقد الأسواق والأسعار، القضية الأساسية التي عجلت برحيل النظام السابق وقيام الثورة، والتي يمكن أن ترجح خيار تشكيل حكومة كفاءات مستقلة دون إزهاق المزيد من الوقت انتظاراً لقوى الحرية والتغيير، التي تفتأ تضع المتاريس والاشتراطات الباهظة أمام عجلة المفاوضات..
* مخرج… هل نستطيع القول بأن عملية اللجوء إلى استخدام المفاتيح الأجنبية، كعمليات الاحتجاج أمام السفارات واستصدار بينات من المنظمات الدولية وتدويل المفاوضات، إن كانت هذه الخطوة جاءت بعد عجز المفاتيح البلدية في فك ماكينة المجلس العسكري…
وليس هذا كل ما ما هناك