تقرير : القسم السياسي 14 مايو 2022م
انتقل إلى رحمة المولى عزو وجل، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، أمس الجمعة، “ونعت وزارة شؤون الرئاسة إلى شعب دولة الإمارات والأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع قائد الوطن وراعي مسيرته صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة الذي انتقل إلى جوار ربه الجمعة 13 مايو”، وفقاً لـ”وام”.
وأعلنت الرئاسة الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام على الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، مدة 40 يوماً، وتعطيل العمل في الوزارات والدوائر والمؤسسات الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص 3 أيام، اعتباراً من أمس الجمعة،.
مسيرة حافلة
رحل الشيخ خليفة، بعد مسيرة حافلة بالإنجازات المحلية والعربية والعالمية تزخر بالعطاء وخدمة الوطن وترك سيرة ذاتية ستبقى نبراساً تقتدي بها أجيال دولة الإمارات.
ولد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، عام 1948 في قلعة المويجعي في مدينة العين، وهو النجل الأكبر للراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. ووالدته هي الشيخة حصة بنت محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان.
وينتمي الشيخ خليفة إلى قبيلة بني ياس، التي تعتبر القبيلة الأم لمعظم القبائل العربية التي استقرت فيما يعرف اليوم باسم دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي عُرفت تاريخياً باسم “حلف بني ياس”.
السنوات الأولى
عاش الشيخ خليفة مع عائلته في قلعة المويجعي في مدينة العين، وتلقى تعليمه المدرسي في المدينة نفسها بالمدرسة النهيانية التي أنشأها الشيخ زايد.
قضى الشيخ خليفة معظم طفولته في واحات العين، والبريمي، بصحبة والده الذي حكم منطقة العين في ذلك الوقت.
شخصيات في حياته
حرص الشيخ زايد، على اصطحاب نجله الأكبر الشيخ خليفة في معظم نشاطاته، وزياراته اليومية، في منطقتيّ العين والبريمي، حيث كان للواحتين أهمية اقتصادية واستراتيجية لإمارة أبوظبي كأكبر منتج زراعي، وكمركز استراتيجي رئيس لأمن المنطقة.
وظل الشيخ خليفة ملازماً لوالده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في مهمته الصعبة لتحسين حياة القبائل في المنطقة، وإقامة سلطة الدولة، مما كان له الأثر الكبير في تعليمه القيم الأساسية لتحمُّل المسؤولية والثقة والعدالة.
ورأى الشيخ خليفة تفاني والده لتحقيق الرخاء والرفاهية للقبائل، وحرصه على الحفاظ على أمنهم ووحدتهم الوطنية، ومبادراته في رعاية البيئة، والحفاظ على التراث الشعبي. وأصبح مؤمناً أن القائد الحقيقي هو الذي يهتم برفاهية شعبه.
بداية حكمه
عندما انتقل الشيخ زايد آل نهيان، إلى مدينة أبوظبي ليصبح حاكم الإمارة في أغسطس 1966، عيَّن نجله الشيخ خليفة، الذي كان عمره 18 عاماً، في ذلك الوقت، ممثلاً له في المنطقة الشرقية ورئيس المحاكم فيها. واعتبر هذا التفويض دليلاً على ثقة الوالد المؤسس.
سار الشيخ خليفة، على خطى والده، واستمر في تنفيذ المشاريع التنموية الكبرى في المنطقة الشرقية، خاصة تلك التي تهدف إلى تحسين الزراعة.
وكان نجاحه الملحوظ في العين بداية حياة مهنية طويلة في خدمة الشعب، وبداية تولي دوره القيادي بسهولة، ومهارة سجلتها إنجازاته الكبرى.
خلال السنوات التالية، شغل الشيخ خليفة عدداً من المناصب الرئيسة، وأصبح المسؤول التنفيذي الأول لحكومة والده الشيخ زايد بن سلطان، وتولى مهام الإشراف على تنفيذ جميع المشاريع الكبرى.
في 1 فبراير 1969، تم ترشيح الشيخ خليفة كولي عهد إمارة أبوظبي، وفي اليوم التالي، تولّى مهام دائرة الدفاع في الإمارة.
وأنشأ الشيخ خليفة دائرة الدفاع في أبوظبي، والتي أصبحت فيما بعد النواة التي شكلت القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
في 1 يوليو عام 1971، وكجزء من إعادة هيكلة حكومة أبوظبي، تم تعيينه حاكماً لأبوظبي ووزيراً محلياً للدفاع والمالية في الإمارة.
وفي 23 ديسمبر 1973، تولى الشيخ خليفة منصب نائب رئيس الوزراء في مجلس الوزراء الثاني.
بعد ذلك بوقت قصير، في 20 يناير 1974، تولّى مهام رئاسة المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والذي حل محل الحكومة المحلية في الإمارة.
تمّ انتخاب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيساً لدولة الإمارات في 3 نوفمبر 2004، في أعقاب وفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في 2 نوفمبر 2004.
وفي عام 2009، أُعيد انتخاب الشيخ خليفة بن زايد، رئيساً لدولة الإمارات، وقد تعهَّد بمواصلة تنفيذ استراتيجيات طموحة للتنمية السياسية، والإدارية، والاقتصادية، والاجتماعية والثقافية التي كان قد بدأ فيها.
العالم ينعي الشيخ خليفة
تبارى قادة العالم في نعي الشيخ خليفة، فقد نعاه رئيس الولايات المتحدة، جو بايدن.
وقال في بيان للبيت الأبيض: “لقد شعرت أنا وجيل بحزن عميق عندما علمنا بوفاة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
السودان والشيخ خليفة
نعي رئيس مجلس السيادة في السودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وذكر البرهان في بيان: “رئيس مجلس السيادة ينعي للشعب الإماراتي والأمتين العربية والإسلامية قائداً فذاً ورجلاً حكيماً، أسهم في نهضة بلاده، حتى صارت أنموذجاً يحتذى في التنمية والتطور”.
وأضاف: “لقد كان الراحل من الذين عملوا بمثابرة وإخلاص من أجل تعزيز العمل العربي المشترك ونصرة القضايا العربية إقليمياً ودولياً”.
وتابع: “شهدت العلاقات السودانية الإماراتية، في عهده، تطوراً ملحوظاً. حيث انعكس ذلك في التعاون البناء والمثمر في مختلف المجالات بين البلدين. ألا رحم الله الفقيد وألهم آله وذويه وشعب الإمارات الصبر وحسن العزاء.
(إنا لله وإنا إليه راجعون).
من جهته قال نائب مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”، في تغريدة من على حسابه في تويتر “نتقدَّم بأحر التعازي وصادق المواساة لشعب دولة الإمارات العربية الشقيقة، وللأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع، في وفاة رئيس دولة الإمارات العربية، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد مسيرة عامرة بالبذل والعطاء”.
الأردن والشيخ خليفة
ونعى العاهل الأردني الملك عبد الله آل ثاني، الشيخ خليفة بن زايد.
وذكر العاهل الأردني على حسابه في تويتر: “رحم الله الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، لقد فقدنا أخاً عزيزاً وقائداً فذاً ورث الحكمة عن أبيه الراحل الكبير الشيخ زايد وكرَّس حياته لخدمة وطنه والأمتين العربية والإسلامية. ”
الجزائر والشيخ خليفة
من جهته قدّم الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، تعازيه في وفاة رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وقالت الرئاسة الجزائرية، في منشور على صفحتها الرسمية على فيسبوك: “بقلب يعمره الإيمان بقضاء الله وقدره تلقيت نبأ وفاة المغفور له بإذن الله، الشيخ خليفة بن زايد، رئيس دولة الإمارات العربية الشقيقة”.
البحرين والشيخ خليفة
ونعى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وأعلن الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام في مملكة البحرين لمدة ثلاثة أيام.