عبد الله مسار يكتب ; التقوى هي الأمانة
13 مايو 2022م
يقال إنّ رجلاً اسمه المبارك كان عبداً مملوكاً لنوح بن مريم وهو رجل ثري. طلب من عبده المبارك حراسة بساتينه.
وبعد مدة ذهب نوح متفقداً أحوال بساتينه ومعه عددٌ من أصحابه.
فقال للمبارك ائتني برمان وعنب حلوين، فقطف بعض الرمان والعنب وقدمهما لنوح فاذا هما حامضان، فقال نوح للمبارك ألا تعرف الحلو من الحامض، فقال المبارك لم تأذن لي أن آكل منه حتى أعرف الحامض من الحلو.
فتعجّب نوح وقال اما أكلت شيئاً وأنت هنا منذ شهور؟
قال المبارك لا والله ما ذقته أبداً والله ما راقبتني ولكن راقبت ربي، فتعجّب سيده من تلك العفة ومن الورع، وظن أنه يخدعه، ولكن سأل الجيران، فقالوا ما رأيناه يأكل شيئاً ابدًا، فتأكد من صدقه وورعه وعفته.
فقال له أريد أن استشيرك في أمر عظيم، قال ما هو يا سيدي؟
قال إن لي ابنه واحدة وتقدم لها فلان وفلان من الأثرياء، فيا ترى لمن أزوجها؟
قال المبارك يا سيدي إن اليهود يزوجون للمال، والنصارى للجمال، والعرب الحسيب النسيب، والمسلمون يزوجون للتقوى فمن أي الأصناف أنت؟
زوِّج بنتك للصنف الذي أنت منه.
فقال نوح لا شيءٌ أفضل من التقوى وما وجدت أتقى منك وقد عتقتك لوجه الله وزوّجتك ابنتي.
عف المبارك عن رمانة البساتين فساق الله إليه البستان وصاحبته، الجزاء من جنس العمل.
من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه، فكانت النتيجة أن هذه المرأة أنجبت شيخ الإسلام عبد الله بن المبارك.