11 مايو 2022م
في العاشر من مايو من العام 2008، دخلت حركة العدل والمُساواة بقيادة الراحل الدكتور خليل إبراهيم محمد، أم درمان في عِزّ النهار، وحطّمت عدداً من المواقع العسكرية حتى وصلت على مَشارف الخرطوم نواحي المقرن وكوبري الفتيحاب، ومن ثَمّ استطاعت القوات المسلحة السيطرة على الوضع مُجدّداً، ثُمّ أعقبت ذلك حملات اعتقالات عشوائية وانتقامية، وبعضهم استغل الوضع لتصفية حساباته مع خصومه، والجهاز استخدم من بعض عناصره.
ويمكن القول إن قوات حركة العدل والمُساواة التي دخلت أم درمان في ذلك الوقت كانت لها إرادة قوية في الوصول إلى العاصمة الخرطوم مهما كان الثمن وإلا لما قطعوا مئات الأميال إلى أن وصلوا إلى أم درمان وقاتلوا بضراوة كما شاهدناهم في الكثير من الفيديوهات، وقد التقيت في مُعتقل جهاز الأمن ببحري السلطان ابراهيم ابكر هاشم القيادي بحركة العدل والمساواة ومحافظ كلبس السابق والأستاذ المحامي محمد هاشم الشهير بمحمد بنكي مسجل المنظمات الحالي وكان أصغر المُعتقلين يومها، إلا أنّه يتمتّع بشجاعة عالية جداً ويؤمن إيماناً مُنقطع النظير بحركة العدل والمساواة وقائدها الدكتور خليل، وكذلك معنا محمد بحر علي حمدين فك الله قيده وهو نائب رئيس حركة العدل والمساواة سابقاً.
ومن هُنا، نُناشد الدكتور جبريل إبراهيم للتدخُّل لإطلاق سراحه بحكم رفقة الأمس، وكذلك كان معنا الأستاذ المحامي عبد الشكور هاشم درار الحاصل على ماجستير القانون من بريطانيا وهو نسيب سليمان صندل قائد ثاني قوات حركة العدل والمساواة يومها، وكذلك المحامي الشجاع محمد أحمد الكلس خريج جامعة الخرطوم وحاصل على ماجستير القانون من جامعة شيكاغو، وهو رجل ذو ثقافة عالية كان يعمل في مكتب سليمان صندل المحامي بالسُّوق العربي، ومن ثَمّ تَمّ اعتقال مجموعة من أبناء الزغاوة بسوق ليبيا وأمبدة أمثال أبو بكر وبحر التاجر بسوق ليبيا الذي أطلق عليه العميد أمن أحمد عوض السيد مسؤول المُعتقلات وزير مالية الغزو، إضافةً للمهندس صالح عبد الله وهو قيادي إسلامي مشهور ولم تشفع له صداقته بالبشير، والمحامي آدم إسحق عبده رجل مهني ليس علاقة له بالسياسة تم اعتقاله ربما فقط بدافع الانتماء الإثني.
ومن المُواطنين، تَمّ اعتقال التاجر موسى إسحق من الرزيقات المهرية وحمدان المحمودي وفضل الله من الرزيقات وهو تاجرٌ بسوق ليبيا ومجموعة من الارنقا مع اللواء إبراهيم الرشيد، ومن سياسيي الحركة الإسلامية تَمّ اعتقال المهندس عبد الإله وداعة والمهندس نور الدين والمحامي بارود صندل والدكتور حسن برقو والدكتور الدومة إدريس حنظل زعيم قوى الهامش الحالي، والوالي كبر متهمٌ بأنّه استغل عملية الذراع الطويل للزج ببعض خُصُومه في المُعتقلات، والآن عاقبه الله بسجن عامين والدائرة تدور.
ويتذكّر المُعتقلون، كوادر جهاز الأمن السياسي من جلال الدين الشيخ الطيب وعثمان أب شنب ومعتصم ديجتال الآن دبلوماسي في إحدى سفاراتنا بالمغرب العربي، وحركة العدل والمساواة الآن أصبحت حاكمة وربما تأخذ منصب الرجل الثاني في جهاز الأمن والمخابرات صندل أو عشر وكلهم لهم تجارب مريرة مع جهاز الأمن.
عموماً، تجربة المُعتقلات مريرة وبها ظلمٌ كبيرٌ ويجب تعويض المعتقلين ومُحاسبة مُنتهكي حقوق الإنسان ورَدّ المظالم.