10 مايو 2022م
يقول خبراء الإدارة بكل أنواعها، فهي أهم من الموارد، نجد في بلدان كثيرة مواردها شحيحة جداً لكنها تطوّرت في مجال مُعيّنٍ، وقفزت بالزانة في هذا المجال، وخير مثال المملكة الأردنية الهاشمية اليوم تنافس في مجال الطب دولاً عظمى، لأن الملك حسين بعث بأبناء الأردن إلى الخارج في مجال الطب، والحمد لله الأردن دولة يقصدها المرضى من دول عديدة للشفاء، ودول مواردها ضخمة لكن تفتقر إلى الإدارة القوية مما جعل شعوبها فقيرة.!
الآن نحن بصدد الإدارات التربوية، نبدأ من مدير المدرسة الذي من المُفترض أن تكون درجته أعلى درجة في المدرسة، لأنه يستطيع أن يستجوب أي معلم مقصر في واجبه، ثم أن يكون مهنياً بعيداً عن الحزبية البغيضة، وأن يُخضع لدورات متقدمة في الإدارة التربوية، وأن يسعى بنفسه لتطوير نفسه عبر الاطلاع وأصبحت وسائل التعليم والتعلم مُتاحة في مُتناول الجميع، منها على سبيل المثال لا الحصر النت ومواقع التواصل الاجتماعي والكتب الموجودة في كل المكتبات والقنوات الفضائية المختصة في مجال التعليم، وأن يكون مديرو التعليم بالمحليات أكثر تأهيلاً من إدارات المدارس، بعيداً عن التعيينات السياسية التي ألقت بظلالها السالبة على العملية التربوية والتعليمية، مما جعل التعليم ليس على ما يرام (عليلاً).!
وهذا ينطبق أيضاً على الإدارات المختلفة بوزارة التربية والتعليم بالولايات والوزارة الاتحادية، لا بد من الكفاءات التي تضع التعليم في مساره الصحيح، من عام 1983 بدأ الضعف يدب في جسم التعليم، نأخذ الجوانب الإدارية لأنها الأهم في محاور التعليم المُختلفة، وقد أثّرت إدارات التعليم في مساره لعوامل كثيرة منها:
1/ الاتّجاهات الحزبية.
2/ العلاقات الخاصة، مدير تعليم يُعيِّن قريبه بغض النظر عن كفاءته.
3/ المصالح الخاصّة “مافي داعي للتفسير”.
4/ تكرار الشخصيات في المناصب أدّى إلى التململ من قِبل المرؤوسين فنجدهم لا يتعاونون مع هذا الشخص المُتكرِّر.
5/ كثيرون من يتولّون مناصب إدارية من المدير إلى الوزير ليست لهم خُطط وبرامج واضحة لإدارتهم، مثلاً مدير المدرسة من أهدافه أن يطالب أي معلم بخُطة واضحة لمادته من أول يوم حتى نهاية العام (معدومة في مدارسنا) ، حتى المُوجِّه لا يسأل المعلم من الخُطة، لا بد من إدارات قوية على كافة المُستويات.
هنالك عوامل تجعل المدير والمُوجِّه ومديري التعليم بالمحليات مسلوبي الصلاحيات من عام 1883 نسبةً لأجندة، بعضها ظاهر وبعضها خفي (تسييس التعليم وهذا هو الأخطر وهذا يمثل سرطاناً يؤدي في نهاية المطاف لموت التعليم).
نبعد التعليم عن السياسة ونعمل بمهنية عالية وكفاءات تنشل التعليم من وهدته إلى آفاق أرحب وأفيد.