محمد عثمان الرضي يكتب : مثالية أبو هاجة وديكتاتورية لقمان
10 مايو 2022م
المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة العميد الطاهر أبو هاجة من الضباط المميزين في صفوف القوات المسلحة من حيث التدريب والتأهيل والانضباط، واستطاع من خلال موقعه في عكس العديد من الحقائق التي تغيب عن الرأي العام في العديد من المواقف..
في غياب الناطق الرسمي للقوات المسلحة لقرابة عام كامل، تمدد العميد أبو هاجة أفقياً ورأسياً، وملأ الآفاق من خلال مقالاته الراتبة في مواقع التواصل الاجتماعي، حتى ظن البعض أن العميد أبو هاجة ناطق رسمي للقوات المسلحة، وفي ذات الوقت يشغل وظيفة المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة، والبون شاسع ما بين الموقعين من حيث الشكل والمهام.
ما يصدر من حديث للعميد أبو هاجة في الإعلام قطعاً لا يعبر عن رأيه الشخصي، إنما يعبر للمؤسسة التي ينتمي لها ألا وهي القوات المسلحة، فلذلك هنالك لبس كبير لما يقوم به من مهام في ظل وجود ناطق رسمي للقوات المسلحة العميد الركن نبيل عبد الله والذي مارس مهامه فعلياً خلال الأيام الماضية.
القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، نحتاج منك إلى قرار واضح وصريح حول أداء ومهام وسلطات وصلاحيات مستشارك الإعلامي العميد الطاهر أبو هاجة، ومزيد من التوضيح حول مهام وصلاحيات وسلطات الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد الركن نبيل عبد الله.
المؤسسات الإعلامية الرسمية إذاعة وتلفزيون، جرت العادة أن يكون لها خط تحريري معروف، تعكس من خلاله التوجه الرسمي للدولة في مختلف القضايا والتعامل المهني والاحترافي في شكل التناول الإعلامي من دون تحيز أو تمييز.
في التوقيت الحالي وفي ظل انعدام رؤية كلية في كيفية إدارة البلاد، من الصعب بمكان مطالبة القائمين على إدارة الإعلام الرسمي في وضع خارطة طريق واضحة المعالم، وذلك لسبب بسيط حتى الآن الدولة لا تعرف ماذا تريد من الإعلام، ولا الإعلام يعرف ما المطلوب منه في حالة التوهان واللا وعي التي تعيشها البلاد.
المشكلة ليست في مغادرة المدير العام للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون لقمان أحمد، ولا المشكلة في مَن سيخلفه في قيادة الموقع، ولكن المشكلة في فقدان البوصلة لكل مؤسسات الدولة.
الطريقة التي كان يدير بها لقمان التلفزيون لم ترض الكثيرين من زملائه المشهود لهم بالكفاءة والتجارب الثرة في شتى ضروب العمل الإعلامي، وظلوا مراراً وتكراراً يجأرون بالشكوى من طريقة تعامله معهم.
المدير الجديد الأستاذ إبراهيم البزعي رجل هادئ ومهذب ويجبرك على احترامه، إلا أنه يفتقر لقوة الشخصية في اتخاذ القرار ولديه تجربة سابقة في ذات الموقع ولم يقدم جديداً، فلذلك المجرب لا يجرب.
موقع المدير العام للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون يحتاج إلى شخصية مختلفة تماماً من حيث التعامل والإدارة وقوة الشخصية، وذات قبول معقول في الوسط الإعلامي بصفة عامة، وفي وسط حوش الإذاعة والتلفزيون بصورة خاصة.
الإعلام أخطر سلاح عصري يحتاج إلى أياد مدربة وماهرة وقوية وذات كفاءة عالية ومدركة تماماً لمتطلبات المرحلة القادمة، وقطعاً نجاح الإعلام مرتبط وبصورة قوية بنجاح متخذي القرار الذين يعتمدون وبصورة كبيرة على صحة المعلومات.