الشاعر محمد أحمد سوركتي: محمد ميرغني يتعامل معي على طريقة “زامر الحي لا يطرب”!!
محمد أحمد سوركتي.. قائمة من الأغنيات الفارعة والوسيمة.. بتقول مشتاق ـ على قدر الشوق ـ سلم بعيونك ـ عشنا وشفنا ـ عادي جداً.. أغنياته حفرت في وجداننا عميقاً وسكنت في أقصى الذاكرة.. سوركتي شكّل حضوراً جميلاً في الفترات السابقة ولكنه اختفى فجأة عن الساحة الفنية.. الحوش الوسيع ذهبت إليه لتستأنس معه وهو يجلس في كرسي المعاش يتمرجح بين ماض جميل وغد مأمول.
الدروشاب: سراج الدين مصطفى 10 مايو 2022م
كنت تُشكل حضوراً كبيراً في ساحة الشعر الغنائي ولكنك اليوم غائب تماماً؟
أنا لست غائباً عن الساحة الفنية والغنائية، بل موجود بكثرة ولديّ العديد من الأغنيات الجديدة التي تدحضك اتهامك الجائر.. فأنا مشارك في مهرجان ميلاد الأغنيات بثلاث أغنيات تغنت بها أسرار بابكر والفنان الشاب عمر جعفر، وهنالك أغنية من ألحان ناصر عبد العزيز سوف يتغنى بها محمود عبد العزيز وآخر ألبوماته كان مسمى بأغنية كتبتها.. وهناك أغنيات مع شبارقة وشرحبيل أحمد.
أنا أعني أغنيات كبارا كتلك التي قدمتك للناس؟
هناك ورشة غنائية كبيرة سوف تجمعني بالفنان الكبير شرحبيل أحمد وذلك للتمعن في بعض القصائد التي يريد تلحينها وتقديمها بشكل مختلف وجديد حتى على مستوى تجربته، والجديد في الأمر أن شرحبيل سوف يغني للأطفال، وأنا شاركت في مهرجان الأغنية العربية وأحرز النص الشعري الذي شاركت به المرتبة الأولى على مستوى الوطن العربي، وفي ميلاد الأغنيات أحرزت جائزتين.
ثمة علاقة وجدانية وإبداعية بينك وشر حيبل أحمد؟
شر حبيل تربطني به صداقة زمن بعيد، فهو كان معلماً وأنا كنت معلماً.. وهو شخصية مبدعة جداً وأنا استطعت أن أتفهم تركيبته الإبداعية، لذلك نجحت الأغنيات التي جمعتنا مثل بتقول مشتاق و”عشنا وشفنا كتير في الحب” وأنا أثق أن الأعمال القادمة سوف تنجح وتصل للجمهور.
فراغ كبير عشته بعد هجرة الملحن ناجي القدسي؟
ناجي القدسي (فرق معاي كتير)، لأن معظم الأعمال الغنائية التي قام بتلحينها مثل الساقية وسلم بعيونك وأحلى منك وغيرها كلها كانت في منزلنا بالختمية بحري.. وكنا أصحاب أنا والقدسي ومحمود محمد مدني وعمر الدوش يومياً نلتقي في منزلنا.. وكان بيني وناجي القدسي مشاريع غنائية كبيرة وآخرها أربع أغنيات لحنها في اليمن، ولكنه فجأةً غادر السودان وعاد لليمن.
بعد كل العلاقة مع محمد ميرغني لماذا لم يتغن لك ولا بأغنية واحدة؟
هنالك يا صديقي سراج مثل قديم يقول “زامر الحي لا يطرب”، فأنا والفنان محمد ميرغني زملاء دراسة وتخرجنا سوياً فى معهد تدريب المعلمين، وعملنا في مدارس واحدة، وتقاعدنا المعاش في تاريخ واحد.. وسبب عدم التغني لي هو أن الملحن حسن بابكر الذي يقوم بتلحين أغنيات محمد ميرغني لم يبدِ إحساساً تجاه واحدة من القصائد التي كتبتها له، ومنذ تلك اللحظة قرّرت أن لا يكون هناك تعاونٌ بيني وبينه وهذا لا يعني عدم قناعتي به كمغنٍ، فهو فنان صاحب إمكانيات أدائية كبيرة ومتميزة.. ولا أخفي عليك هناك أغنية شمس الصيف لحّنها محمد آدم المنصوري قبل ثلاثين عاماً ولكنها الى الآن حبيسة أضابير محمد ميرغني بالإضافة لأغنية روعة تعز من ألحان الدكتور محمد صالح شوقي.. وهذا يعني بأنني لست السبب في أن لا يتغنى لي.
هذا يقودني للسؤال حول الفنان الذي لا يلحن والذي يظل رهيناً لمزاج الملحن الذي قد يفرض عليه أغنيات لا تعجبه؟
هذا الموقف يحدث كثيراً، فمرات عديدة يكون النص أعجب الفنان، ولكن الملحن قد لا يعجبه ذلك النص الشعري.. لذلك يحدث شرخ وقد يضيع اللحن أو النص.. لذلك أنا ميال للتعاون مع الملحنين قبل الفنانين وذلك حتى يتبين لنا مَن مِن الفنانين يشبه الأغنية وأنا أعتقد بأن هذه الطريقة هي الأسلم.
حتى القرار المشترك بينكم فشل.. ويبدو أنها شراكة فاشلة؟
القرار لم يفشل والدليل هناك أكثر من مائة عشرين قضية مرفوعة ضد الفنانين الشباب الذين غنوا أعمالاً لا تخصهم في المسارح والحفلات الخاصة.. وهذا الأمر ليس متوقفاً والقضاء يعمل الآن للفصل فيها مع أن بعض القضايا قد تمت تسويتها بشكل ودي.
كيف تزاوج ما بين العامية والعربية وبكل هذه الكفاءة؟
أنا يا عزيزي أعمل أستاذاً للغة العربية لمدة أربعة وأربعين عاماً، وأكتب في الصحف منذ الستينيات، وكنت أعد وأقدم برامج في الإذاعة.. وكل تلك الأشكال ساعدتني كثيراً في الكتابة بالعامية والفصحى.. وهناك نص “متى يعود” الذي تغنى به الفنان الشاب عمر جعفر وفاز في مسابقة الأغنية العربية بجائزة أحسن نص شعري ونلت جائزة على ذلك.