حزب الأمة القومي .. بين قحت والمُلتقى التحضيري.. انقسامٌ أم تبادل أدوار؟
الخرطوم: الطيب محمد خير 10 مايو 2022م
أعلن حزب الأمة القومي، رسمياً، في بيان أصدره المكتب السياسي المشاركة في اجتماع الآلية الثلاثية المُقرّر انعقاده في الفترة من العاشر من مايو الجاري وحتى الثالث عشر بمشاركة أصحاب المصلحة السودانيين لإنهاء الأزمة السياسية، وأجاز حزب الامة في اجتماع المكتب السياسي الأحد بالإجماع، رؤيته التفصيلية بشأن مكان وزمان وأجندة وحُضُور المُلتقى، وأنه سيسعى بقوة للتوصُّل إلى موقف مُوحّد لقوى الثورة بدءاً بتحالف قوى الحرية والتغيير. وفي ذات الأثناء، صوّب اتهامات لمن أسماهم بقوى الردة وجهات وسط الانقلابيين بالسعي لتعطيل الحلول السلمية عبر تصعيد العُنف ونشر الشائعات المُغرضة ضرباً لمساعي توحيد قوى الثورة بالتشويش على مواقفها ونثر الشقاق، داعياً جميع قِوى الثورة الحية والإعلاميين المُلتزمين بأجندة الوطن وثورته النبيلة تفويت الفرصة على هؤلاء، والاجتهاد لفضح ما وصفها بالخطط اللئيمة، غير أن الأمين العام لحزب الأمة القومي الواثق البرير قطع بعدم تسلم الحزب أية دعوة رسمية من قِبل الآلية الثلاثية للمشاركة في المُلتقى التحضيري للحوار السوداني السوداني الذي دَعت لانعقاده الآلية الثلاثية في العاشر من مايو الجاري، وقال البرير حسب صحفية “الانتباهة”، إنهم لم تصلهم كحزب دعوة بشأن الملتقى التحضيري، مُضيفاً أنّ الدعوات مُتداولة للمُلتقى التحضيري في وسائل الإعلام ولم تتم دعوة رسمية للقوى السياسية.
المُشاركة رغم عدم الدعوة
قال أمين الاتصال التنظيمي لحزب الأمة امام الحلو، إن إعلان حزبه المشاركة في الملتقى التحضيري للحوار السوداني الذي دعت لانعقاده الآلية الثلاثية ليس استباقا لموقف حلفائهم في قوى الحرية والتغيير، وأكد حديث الأمين العام بعدم تلقي دعوة للمشاركة في الملتقى لا يتعارض مع موقف الحزب، مبيناً أنه لم تصل أي دعوة ورغماً عن هذا أنهم سيشاركون في هذا المُلتقى، وأشار الحلو في حديثه لـ(الصيحة) إلى أن تسلسل موقف الحزب يتم نتيجة لدراسات، مُشيراً إلى أنّ الحزب عكف طوال الفترة الماضية على دراسة مُلخص المُشاورات التي أجرتها البعثة الأممية (يونيتامس) مع القوى السياسية ووصلنا لقناعة بأنها وصلت لتحديد كثيرٍ من ملامح الأزمة السودانية، واستخلصت كثير من الآراء المُتّفق حولها من مختلف الفصائل السياسية، بنت (يونيتامس) مبادرتها على حصيلة هذه المشاورات ونحن في حزب الأمة قدمنا خارطة طريق في أبريل الماضي لحل الأزمة السياسية السودانية قبل مبادرة الآلية الثلاثية التي وجدناها متطابقة في كثير من الرؤى مع مبادرة حزبنا، وعندما طرحت الآلية الثلاثية في لقائها بالقوى السياسية، المهام والمبادئ الأساسية ليتحرّكوا على ضوئها لحل الأزمة التي تشتمل على المحاور الأربعة، وكانت خارطة الطريق التي ستمضي عليها تقوم على لقاء تشاوري تحضيري يضم كل القوى المدنية السياسية هذا الملتقى بمثابة تحضير لمؤتمر مائدة مستديرة يشمل كل الفرقاء السُّودانيين بما فيهم المكون العسكري والانقلابيين، وأكدت الآلية الثلاثية أنها تسعى لموافقة القوى السياسية.
الآراء الفردية
وما يتعلق بالدعوة للقاء التحضيري وقرار الحزب المشاركة فيه بمعزل عن حلفائه، قال الحلو إن التحالف لا يمنع القوى السياسية المنضوية فيه من إبداء آرائها الفردية وتبني خط خاص بها، ثم إن الدعوة تمت للمؤتمر عبر مؤتمر صحفي عقدته الآلية الثلاثية في أبريل الماضي وحدّد زمنه ما بين 10 ـــــ 12 مايو بتشاور واسع أجرته الآلية مع كثير من القوى السياسية، وقال إن طرح الآلية الثلاثية لا يتعارض بمحاوره الأساسية مع خارطة الطريق التي قدّمها حزبه، بل هي مُتماهية ومُتجانسة مع الحلول التي قدّمتها الآلية الثلاثية والبعثة الأممية في مشاوراتها مع القوى السياسية.
المُشاركة بورقة في الملتقى
ونوّه بأنّ الحزب قدّم ورقة وسيشارك بها في الملتقى التحضيري رغم أنه لم تتم أيّة دعوة، لكن موقف الحزب الوطني يحتم عليه السعي لجمع الصف، وأشار إلى أن حزب الأمة في مواقفه متماهٍ تماماً مع حلفائه في قوى الحرية والتغيير وليس مختلفاً معها، وسبق للحزب أن قدم ورقة لحلفائه شرح فيها موقفه من الجوانب المتعلقة بمبادرة الآلية التي رأي أنها ألمّت بكثير من ملامح الأزمة السودانية من خلال المُشاورات التي تمّت، ولا تزال هذه الورقة قيد الدراسة لدى حلفائنا في الحرية والتغيير وهم قاموا بإصدار بيان احتوى جوانب إيجابية كثيرة لجمع الآراء، لكن أعود وأقول مرة أخرى، التحالف لا يمنع القوى السياسية المنضوية فيه من إظهار مواقفها وإبداء رأيها.