9 مايو 2022م
لماذا يجعلون الدولار عملة مرجعية لكل اقتصاد العالم؟
اتفاقية برتين ويد (Bertten Woods) في عام ١٩٤٤م، جعلت الدولار هو المعيار النقدي لكل العُملات في الاقتصاد العالمي، حيث تعهّدت أمريكا في تلك الاتفاقية وأمام دول العالم بأنها تمتلك غطاءً من الذهب يوازي ما تطرحه من دولارات، وتنص الاتفاقية أن من يسلم أمريكا ٣٥ دولاراً يحصل مقابل ذلك على أونصة من الذهب، أي أنك إذا ذهبت الى البنك المركزي الأمريكي وسلّمته ٣٥ دولاراً يسلمك أونصة من الذهب، والولايات المتحدة تضمن لك ذلك، حينها صار الدولار يسمى عملة صعبة واكتسب ثقة دولية، وذلك لاطمئنان الدول لوجوده تغطية له من الذهب، فقامت الدول بجمع أكبر قدر منه في خزائنها على أمل تحويل قيمتها الى الذهب في أي وقتٍ، واستمر الأمر على هذا الحال زمناً حتى خرج الرئيس نيكسون في السبعينات على العالم ليصدم كل سكان الكرة الأرضية جميعاً بأنّ الولايات المتحدة لن تسلم كل حاملي الدولار ذهباً، وليكتشف العالم أن الولايات المتحدة تطبع الدولار دون تغطية له من الذهب، وإنها امتلكت ثروات العالم بحفنة من الأوراق الخضراء لا تساوي قيمتها إلا ثمنها وهي قيمة طباعتها، ولا غطاء لها من الذهب.. أعلن نيكسون حينها أن الدولار سيعوم أي ينزل في السوق تحت المُضاربة وسعر صرفه يحدده العرض والطلب، بدعوى أن الدولار قوي بسُمعة أمريكا واقتصادها، وكانت هذه القوة الاقتصادية ليست هي القوة المستمدة من تلك الخدعة الكبرى التي استغفل بها العالم.. ولم تتمكّن أي دولة من الاعتراض على هذا النظام العالمي النقدي الجديد، لأن ذلك سيكلفها ضياع ما لديها من دولارات في خزائنها وفي بنوكها، وإن ما لديها من دولارات سيصبح ورقاً بلا قيمة، وسُميت هذه الحادثة (بصدمة نيكسون)، وحينها ذهب هنري كسينجر وزير خارجية الولايات المتحدة الى السعودية وطلب منها أن من يريد أن يشتري النفط منها يشتريه بالدولار وهذا ما فعلته السعودية.
وحينها قال نيكسون كلمته الشهيرة يجب أن نلعب اللعبة كما صنعناها، وأن يلعبها معنا العالم كما صمّمناها، ومازال هذا النظام قائماً حتى اليوم.
ولذلك قال الرئيس بوتين
(أمريكا تسرق العالم).. فعلاً أمريكا تسرق العالم، لأنها تشتري خيرات الشعوب بحفنة من الأوراق الخضراء دون غطاء من الذهب..!