كلام في الفن.. كلام في الفن

لينا قاسم:

ألمح في الفنانة (لينا قاسم) بعض الملامح التي تجعلها تتصدّر ريادة المشهد الفني.. فهي كصوت تتمتّع بقدرات أدائية عالية وتغني بمنتهى السلامة.. فقط تحتاج لمن يرسم لها خارطة طريق تقودها لبر الأمان .. مع ضرورة تغيير مفاهيم أن الفنان الناجح هو الأكثر طلباً في الحفلات، لأنّ ذلك المعيار غير دقيق ولا يؤشر على جودة الفنان .. وبتقديري الخاص أن لينا قاسم مشروع فنانة يمكن أن تحدث فرقاً ولو بأغنية واحدة تخلدها في الوجدان الجمعي للشعب السوداني.

خليل اسماعيل:

عرف الفنان الراحل خليل اسماعيل بلقب (فنان الفنانين) وهو بتقديري (لقب خلاسي) وفيه صفوية واختيار دقيق وانضباط في الذائقة .. وهو يستحق ذلك اللقب تماماً لأنه فنان متفرد ومبدع خلاق تميز بقائمة طويلة من الأغنيات الفارعة التي نحتت في الوجدان السوداني.. وأغنية مثل (الأماني العذبة) تعتبر دليل عبقرية ومبرراً كافياً في أن يتربّع خليل اسماعيل في ذاكرة الناس كفنان لا يطاله النسيان وحاضر لا يعرف الغياب.

حمزة سليمان:

الدكتور الفنان حمزة سليمان.. العضو السابق لفرقة عقد الجلاد .. فهو فنان اختط  لنفسه أسلوباً شائكاً ومسافة أطول حتى يصل لأنه لجأ للتعقيد في اختياراته وذلك يحتاج لثقافة موسيقية حتى يتمكن المستمع من استيعابه وقد لا يتوافر له (الإلحاح السماعي) أو الشكل الدعائي الذي كانت توفره الإذاعة والتلفزيون، فهو يحتاج لأن تبث أغنياته بشكل شبه دائم.

معتز صباحي:

حينما أعاين للمشهد الفني ولا أجد فنانا بقامة موهبة معتز صباحي .. اتحسر كثيراً على الفرصة التي أتت لهذا المغني الشاب ولكنه لم يستثمرها بالشكل الأمثل .. لأنه لحظته افتقد العقلية ذات الرؤية البعيدة حتى يخطط لشكل تجربة فنية مختلفة عن حال السائد من راهن التجارب الفنية الجديدة توقف معتز صباحي وأصبح بلا وجود .. وهذه هي الحقيقة المُرّة والمُؤلمة.

حنان النيل:

لا أتورّع ولا أخشى شيئاً في الكتابة يومياً عن الفنانة المعتزلة حنان النيل .. لأنها بتقديري هي من فتحت الأبواب المغلقة لكل الأصوات النسائية التي جاءت من بعدها .. رغم أن البعض يُحاول أن يهزم القيم والركائز الجمالية التي أسّست لها .. فنانات أمثال إيمان لندن وعشة الجبل …الخ ومحاولاتهن الجادة  لتكسير بناء حنان النيل .. لأن وعيهن بالغناء وقضيته وأهميته يصل مرحلة الصفر البارد.