محمد ادريس يكتب : في معايدة حميدتي.. الإطار والصورة..!!
8 مايو 2022م
*رواجٌ واسعٌ تُحظى به القضايا الانصرافية التي تشعل مواقد الوسائط الاجتماعية هذه الأيام، منها ظهور طفلين لنائب رئيس مجلس السيادة بمنطقة كرري في معايدته لقوات الدعم السريع، تلك الصورة الرائجة خطفت الأضواء من الفعالية بكل زخمها وانصبت جميع الأحاديث والتعليقات حولها لتعكس حالة الفراغ والسطحية التي تعتري الفضاء الإسفيري ومنصات الميديا..!
*هذا الرواج بالضرورة على حساب القضايا الجادة، بتجاهل مضامين الخطاب الذي تحدّث عن الحوار السياسي كحلٍّ للأزمة الراهنة ووضع حدٍّ للصراعات القبلية بغرب دارفور في الأُطر القانونية والأمنية والاجتماعية، وكبح جماح الانفلات الأمني بفرض هيبة الدولة وبتضافر الجهود الرسمية والشعبية وضرورة تجاوز الظروف الاقتصادية القاسية التي يعيشها المواطن السوداني..!
*الإفطار والمعايدة مع الجنود لفتة بارعة وذكية، ليت تحظى بها جميع المنظومة الأمنية تقديراً لهؤلاء الأشاوس في الثغور، الذين يحمون البلاد من كيد الطامعين والمتآمرين.. يبيتون في العراء ويفترشون الأرض ويلتحفون السماء، يبذلون الغالي والنفيس لأجلنا.. ماذا لو نزل كل القادة من أبراجهم إلى جنودهم يحملون أكاليل الوفاء ويرفعون لهم القبعات، ماذا لو عيدنا جميعاً معهم في الخناق والثغور والصفوف الأمامية؟!
*الطابع الاحتفالي حاضرٌ في مثل هذه الصور التي تريد أن تظهر ارتباط المجتمع صغاراً وكباراً بالأجهزة الأمنية، مثلاً في أسبوع المرور العربي يتأنق الأطفال بزي الشرطة، وأيام تحرير الفشقة كل المجتمع ارتدى زي قواتنا المسلحة الباسلة، الأمر أكثر من عادي، غير أن البعض أعجزته الحيلة أمام هذه القوات الضاربة التي يتمدّد وجودها بمقدار عطائها وحبها للوطن وانضباطها تحت راية القوات المسلحة، مما أبطل كل حكايات وسرديات وجود خلافات داخل المنظومة، وكانت الرسالة الأبلغ إفطار البرهان معهم أواخر رمضان، كان الإطار البارز لصورة وحدة المنظومة الأمنية التي تعمل بروح الفريق أو هَكذا يجب أن يكون.
واخيراً، فإن السهام المُوجّهة ضد الدعم السريع مقصودٌ بها انفرط الأمن والانتقال إلى مرحلة الفوضى والتشظي.. مما يطلب يقظة ونظر بأفق بعيد يتجاوز الأطماع الشخصية والحزبية!