الغالي شقيفات يكتب : العشر الأواخر
29 ابريل 2022م
شهر رمضان، شهر عظيم وكريم يتقرّب فيه العبد إلى ربه، ويكون العبد حريصاً على إكمال العبادات والإكثار من الطاعات، وفي العشر الأواخر يكون مُداوماً ومُعتكفاً في المسجد ويتمنى الظفر بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ويؤدي صلاة التهجد، وفي مساجد أمريكا تجد المسلم أكثر حرصاً للوصول إلى المسجد من مسافات بعيدة، ويتسابقون في توفير الطعام والشراب والتبرُّعات وراحة المصلين، وهنالك قصصٌ كثيرة في التدافع لخدمة أمة الإسلام، نذكر في ذات يوم اشتكت امرأة من توقف بعض سيارات المصلين أمام منزلها، وتكرّرت الشكاوى، فما كان من أحد المصلين الذين أزعجهم الأمر، القيام بشراء مساحة كبيرة مجاورة لتكون موقفاً لسيارات المصلين ومسجداً لله، كان صغيراً في شارع أورقنز بفيلادلفيا والآن بعد إسلام بن قسيس شهير، جمعوا مالاً واشتروا معبداً يهودياً ومساحة كبيرة جداً لمواقف السيارات كلفتهم مليار وسبعمائة مليون دولار، هكذا أمة الإسلام في أمريكا عزيمة وتضحية، والسوداني الطيب الحسن اقتطع وقتاً من وقته وجهده وماله مع إخوانه من السودانيين والعرب وأسّسوا مركز الراشدين الإسلامي، مسجد كبير يؤدي فيه المسلمون صلاة الجمعة وإفطار رمضان والتراويح والتهجد وكافة المُناسبات الدينية، نسأل الله تعالى لهم الأجر والثواب ولإخوانهم المُساعدين لهم دكتور خلف الله والبروفيسور عبد العزيز دينق والأخ مبارك محمداني والإخوة من الجنسيات العربية والإسلامية المختلفة، فقد أثنى الله سبحانه على من يعمر مساجده فقال: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} (التوبة: ١٨).
فما يقوم به بعض مسلمي الجالية والتطوُّع لعمل الخير والعمل العام، يستحق الإشادة والتقدير والثناء وخالص الدعوات، وفي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك هي أفضل عشر ليالٍ للعبادة، والعمل الصالح، تبدأ من ليلة 21 رمضان حتى ليلة 30 رمضان إذا كان الشهر كاملاً. وفي العشر الأواخر يتحرّى المسلمون ليلة القدر بما لها من مكانة. قال الله تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، وفي العشر الأواخر العتق من النار والتبشير بالجنة وكان النبي – صلّى الله عليه وسلّم – يزيد من فعل الطاعات بالعشر الأواخر من شهر رمضان ويقيم الليل ويقرأ القرآن الكريم ويكثر من الدعاء.
نسأل الله تعالى أن يُوفِّقنا في صيام شهر رمضان ويجزي خادمي عباده في الشهر المبارك خير الجزاء، وندعو الله أن يهدي المحاربين من أهل دارفور، وأن يتوبوا إلى الله في شهر التوبة والغفران.